الصفحة الرئيسية » » بعض مشاكل المراهقة وكيفية التعامل معها

بعض مشاكل المراهقة وكيفية التعامل معها

Share



بعض مشاكل المراهقة وكيفية التعامل معها



 ينظر الكثير من الآباء والأمهات إلى أولادهم المراهقين والمراهقات على أنهم مصدر للإزعاج وتعكير صفو الحياة، وهذه النظرة ليست بعيدة عن الواقع في غالب الأمر، ولكن علينا أن نضع بالاعتبار نقطتين هامتين:


أولًا: هي أن معظم مشكلات المراهقين والمراهقات هي نتاج مرحلة المراهقة، أي إنها تزول بزوالها، لكن التثقف في كيفية التعامل معها يساعد على تخفيف وطأتها، وعلى عدم تحولها من شيء عابر ومؤقت إلى شيء دائم ومستمر.

الثانية: هي أن خبرة معظم الأهالي بالتفريق بين ما هو طبيعي من سلوكيات المراهقين وما هو غير طبيعي أو مشكل، ضعيفة للغاية، وهذا يعود إلى أن معظم الأسر لا تملك الحد المطلوب من الثقافة التربوية، كما يعود إلى أن الأسر الملتزمة والراقية تكون نحو مشكلات أبنائها عالية جدًّا، ولهذا فإنها تنزعج انزعاجًا شديدًا من بعض تصرفات أبنائها غير اللائقة، على حين أن الأسر الأخرى لا ترى في ذلك شيئًا يستحق التوقف والتكدر، ولكن في مقاربة أولية نقول: إن السلوك يصبح مشكلًا إذا تكرر على نحو غير مألوف، أو كان في نظر معظم الناس يعد شيئًا خطرًا، أو لا يمكن السكوت عليه.

المراهقة مرحلة من أدق وأهم المراحل التي يمر بها الإنسان وليست مشكلة، ولكن نظرًا لطول تلك المرحلة والتغيرات التي تصاحبها على كل جوانب الشخصية يتخوف منها البعض ويتصورها كمشكلة. 
ونظرًا لكثرة مشاكل المراهقين فسأعرض بعضًا منها بشيء من الإيجاز:



الخجل: يمكن للخجل أن يكون سببًا في العديد من المشاكل النفسية الخطيرة، لا بدَّ أن المراهق الخجول كان من قبل طفلًا خجولًا، يخشى المراهق المنطوي على ذاته التواصل مع الخارج، خوفًا من التعرض للسخرية، لذلك فإنه يحمر وجهه ما أن يصبح موضوع الحديث، ويبدأ بالتلعثم ما أن يبدأ الكلام، ولا يعبر عن رغباته إلا نادرًا، فالخجل يفصل المراهق ويبعده عن الحياة الاجتماعية.

فإن الأبناء الذين يخالطون غيرهم، ويجتمعون معهم يكونوا أقل خجلًا من الأبناء الذين لا يخالطون ولا يجتمعون. 

فالمعالجة لا تتم إلا بأن نعود الأبناء على الاجتماع مع الناس بأخذهم إلى الزيارات العائلية والخروج مع الأصدقاء إلى الأندية والمعاهد، وتعوديهم على التحدث برفق مع الآخرين والاستماع له، فهذا يساعد على كسب ثقته بنفسه، وبالتالي تضعف حالة الخجل لديه.



الاكتئاب: تولد التغيرات الجسدية والنفسية التي تحصل في عمر المراهقة موجات من الاكتئاب التي تتعدى نوبات الحزن الشائعة في هذه المرحلة. يبدو المراهقون في الكثير من الأحيان مضطربين مشوشين: يتكلمون بصوت مرتفع، لا يسمعون إلا جزءًا مما نقوله لهم. فنجده تارة سعيدًا، وفي لحظات يتغير مزاجه فيصبح عصبيًّا وحزينًا، وقد يلجأ إلى البكاء لأتفه الأسباب، يميل إلى تضخيم الأمور حتى ولو كانت بسيطة، ويعتقد أن المشاكل التي يمر بها من أعقد المشاكل.

 المعالجة تكون بمواجهة مشاعر المراهق بتفهمها، أي بفهم مشاعر أبنائنا... ماذا يريدون؟ تقديم المدح له في الجوانب الحسنة، فهذا يقوي ثقته بنفسه، الاستماع الجيد للمراهق، أن نتعلم كيف نوجه مشاعر الغضب وامتصاص الحماس وتوجيه الطاقة، ولكن إذا استمرت المشكلة فلا تترددوا في استشارة الأطباء، فيجب عدم الاستخفاف بحالة الاكتئاب التي قد يعيشها المراهق، لذلك من الضروري معالجتها.



الغضب: هو حالة نفسية، وظاهرة انفعالية يحس بها الإنسان منذ نعومة أظافره وتصاحبه في جميع مراحل حياته.

حيث قد يكسر المراهق الأشياء المتوفرة أمامه وقد يرمي بها في ثورة عارمة. وقد يتعامل بعنف مع إخوته وأخواته ومع أبيه وأمه. سواء كان الغضب كلاميًّا أو جسديًّا أو داخليًّا، فإنه يحوّل سلوك المرء ويغيره، فإذا وجدتم خلافًا بين أولادكم، فيجب التدخل لأن المراهق قد يتصرف بعدوانية شديدة على نحو خطر على أحد أفراد أسرته أو حتى مع والديه.
إن خير علاج لهذه المشكلة هي تجنيب الأبناء دواعي الغضب وأسبابه، فعليهم تعليم الابن كيف يسيطر على غضبه. وشغل وقت فراغه بشيء مفيد مثل الرياضة التي يفرغ غالبية طاقته بها.



الكذب: الكذب صفة أو سلوك مكتسب نتعلمه، وليس صفة فطرية أو سلوك موروث، وهو عرض ظاهري لدوافع وقوى نفسية تحدث للفرد. فقد يكذب المراهق للأسباب التالية:

- حماية خصوصيته؛ فعندما يدخل الطفل في سن البلوغ، يحس أنه بحاجة نفسية للانفصال والاستقلال عن الوالدين، فربما يكذب الطفل إذا سألته عما فعله الليلة الماضية، ليس لأن ما فعله خاطئ، بل فقط لاعتقاده أنك تريد أن تعرف كل تفاصيل حياته.

- تجنب الوقوع في مأزق؛ وهو أحد أهم أسباب الكذب عند المراهقين، إلا أن له جانبًا إيجابيًّا، فهو يعني أن المراهق يعرف الصحيح من الخطأ، وهو يكذب لأن ما فعله أو ينوي فعله غير مقبول.

- لتجنب القيام بعمل ما؛ فالطفل الذي يكذب دائما بسبب الواجبات المدرسية لا بد أنه يواجه مشكلة في دراسته، وهو يحتاج إلى دروس تقوية أو مساعدة لتنظيم دراسته ووقته.

علاج هذه المشكلة: يجب على الآباء أن ينفروا أبناءهم من الكذب وينهونهم عنه، ويحذرونهم من عواقبه، وأن يكشفوا لهم عن مضاره وأخطاره؛ حتى لا يقعوا في حبائله، ويتعثروا في أوحاله وينزلقوا في متاهاته.
وتعتمد التربية الصحيحة على القدوة الصالحة.. 

فجدير بالأهل ألا يكذبوا على أبنائهم بحجة إسكاتهم أو ترغيبهم في أمر، فإن فعلوا ذلك يكونون قد عودوهم عن طريق الإيحاء والمحاكاة القدوة السيئة على أقبح العادات وأرذل الأخلاق، غير أنهم يفقدون الثقة في أقوالهم، ويضعف جانب التأثير بنصائحهم ومواعظهم.
قم بمدح المراهق عندما يقول الحقيقة رغم معرفته أن ذلك سيزعجك، فالحقيقة وإن كانت مؤلمة أفضل من الكذب، ويجب التعامل على هذا الأساس.


أما إذا استمرت المشكلة فهذا يسبب القلق كالكذب بدون سبب؛ وفي بعض الحالات النادرة لا يفكر المراهق ولا يشعر بالأسف؛ لأنه كذب أو استغل الآخرين، وفي هذه الحالة تستدعي القلق لأن المراهق ليس لديه وازع معين، كالوازع الديني، لمنعه من خداع الناس.

الكذب المزمن، فإذا بقي المراهق يكذب بشكل مستمر، فهذا مؤشر على تبلور عادة سيئة يحتاجها لمساعدته في تأكيد ذاته وإظهار نفسه، أو بأنه لا يميز بين الصح والخطأ، ويمكن للمرشد النفسي مساعدته لتطوير الوعي لديه كما يمكن مساعدته مع عائلته لتجاوز المشاكل الاجتماعية التي قد تعوق تطوره العاطفي. 

الكذب لإخفاء مشـاكل خطرة؛ فقد يكذب المراهق بشكل دائم لتورطه في شـرب الكحول أو المخدرات لإخفـاء الحقيقـة، والحل هو تحديد المشـكلة الأسـاسية التي أدت إلى هذا السـلوك المدمر.
 استمرار وجود المشكلة، رغم محاولات الأهل للمساعدة، وترافقت بانحرافات سلوكية، فمن الضروري الاستعانة بأخصائي العلاج النفسي لتقديم المساعدة والعلاج الضروريين.



يؤكد علماء النفس المحدثين أن المراهقة كمرحلة نمو تحيط بها الكثير من المخاطر والمشكلات، فهي مرحلة التغيرات في كافة النواحي الجسمية والانفعالية والاجتماعية. فالمراهقة هي المرحلة الوسطى بين الطفولة والشباب. فالمراهق لم يعد طفلًا وهو أيضًا لم يصل إلى مرحلة النضج الكامل، وهنا تكمن صعوبة هذه الفترة وخطورتها أيضًا، فهي مرحلة انتقالية يصاحبها تغيرات فسيولوجية ونفسية، وتكون التغيرات فيها سريعة متلاحقة تفاجئ صاحبها وتفاجئ المحيطين به، وخاصة الوالدين وتبدأ من سن الثانية عشر وتنتهي غالبًا بعد الثامنة عشر.

فمن أشهر المشاكل التي تواجه الآباء والأمهات من أبنائهم المراهقين:

التدخين: إنها محاولة لجذب الانتباه إليه والشعور بأنه إنسان مستقل بذاته، وله كيان مستقل ويترك الطفولة إلى مرحلة أكبر من خلال البحث عن الرجولة الزائفة. وقد يكون السبب عدم تعاون الوالدين في تربية الابن وسلوك كل منهما اتجاها مخالفًا للآخر، وهناك أيضًا التقليد الأعمى لوالده أو لشخصية مشهورة. أصدقاء السوء لهم الأثر الأكبر في لجوء المراهق للتدخين، فهو يتأثر بهم ولا يستطيع مخالفة سلوكياتهم.

فالعلاج يبدأ من الوالدين حيث يجب عليهم ترسيخ كراهية التدخين في نفس الابن وذكر أضراره كلما رأى شخصًا مدخنًا. 

يجب التعامل مع الابن بهدوء، فحل المشكلة سيأخذ الكثير من الوقت والجهد.

توجيه الابن إلى الابتعاد عن أصدقاء السوء بتوضيح خطرهم وصفاتهم وأخلاقهم السيئة، حتى إذا وصلوا إلى مرحلة المراهقة كان اختيارهم لأصدقائهم مبنيًّا على المواصفات الجيدة التي حددها لهم الآباء مسبقًا.
على الوالدين معرفة أين ينفق الابن مصروفه؟ فالحب والحنان ليس معناه أن نعطيه نقودًا أكثر من حاجته الحقيقية. ونحذر من الحرمان من المصروف الشخصي حتى لا ندفع الابن إلى الحصول عليه بطريقة غير شرعية.
التوضيح للمراهق بعواقب استمراره للتدخين وأن المسألة ليست سهلة، فإن لم يتركه الآن فسيستمر في التدخين طوال عمره.

تذكير المراهق برجولته وأنه قوي الإرادة وأنه لن يستطيع حل مشكلته ما لم يكن لديه رغبة حقيقية واقتناع كامل بضرورة ترك التدخين.



شبكة الإنترنت: هي الوسيلة المفضلة للتسلية وتمضية الوقت بالنسبة إلى المراهقين. فهو وسيلة مساعدة في دراستهم والتحدث مع أصدقائهم والتسلية عمومًا. وفي الوقت الحاضر أصبح معظم المراهقين مولعين بالإنترنت. 
ولكن وللأسف الشديد الكثير من المراهقين يستخدم الإنترنت استخدام سيئ، حيث يحاول الدخول إلى المواقع الإباحية، بالإضافة إلى مراسلة الجنس الآخر ومحادثته وتبادل الصور وغيرها.

إن الاستخدام السيئ للإنترنت له أضرار عظيمة  منها: العزلة عن العائلة، تدهور المستوى الدراسي، قلة ساعات النوم، والتأثير على الصحة العامة، تدمير العقائد والأفكار والسلوكيات السوية بسبب مواقع الدردشة والمواقع الإباحية، الحرمان من الأنشطة المفيدة للنمو مثل اللعب وممارسة الرياضة والقراءة.

فيمكننا علاج هذه المشكلة والتقليل من إساءة المراهقين لاستعمال الإنترنت بالطرق التالية:
أولا يجب عدم منعنا من استخدامهم للإنترنت، فذلك سيشعرهم بأنه شيء عظيم يجب التمسك به. 
يجب مراقبة الأهل لأبنائهم وما هي المواقع التي يدخلونها، فإذا وجدنا شيئًا مخلًّا للأدب، فإننا نحذرهم ونوضح لهم الأضرار الدينية والأخلاقية والاجتماعية لاستخدامات الإنترنت السيئة، ويكون ذلك منذ الصغر وقبل فترة كافية من وصولهم لمرحلة المراهقة.
توعيتهم بأنهم مسئولون أمام الله سبحانه وتعالى عن ما يشاهدون ويسمعون.



التأخر الدراسي: وهو هبوط مستوى الطالب في التحصيل العلمي، وهذا التأخر قد يكون شاملًا لجميع المواد أو في بعضها فقط. فهذه المشكلة من أخطر المشكلات التي تواجهها الأسر، حيث إن قدرة المراهقين على بناء أسر في المستقبل مرتبط بالتفوق الدراسي، نستبعد هنا التأخر الدراسي بسبب النقص في القدرات الفطرية. إنما نركز على أسباب التأخر الدراسي ذات الطابع النفسي والاجتماعي، فهي الأكثر شيوعًا وتأثيرًا. وأهمها: الخجل من الكلام والوقوف أمام الطلاب، عدم وجود رغبة كافية في المواد التي يدرسها، انخفاض الثقة بالنفس، الظروف الاجتماعية غير الطبيعية التي يعيشها الابن مثل أن تكون الأسرة فقيرة جدًا فإن من الممكن لبعض أبنائها عدم إكمال دراسته والانصراف إلى مهنة في وقت مبكر، أو يكون من أسرة غنية فيكون لديه وفرة مالية وليس بحاجة إلى شهادته أو البحث عن وظيفة.

أيضًا ومن أهم العوامل المؤثرة في تأخر الابن دراسيًّا: افتقاده الدعم والمساندة من أسرته، فإن كثيرًا من الأسر غير المتعلمة لا يكون لديها الحرص على إكمال تعليم أبنائها، وبالتالي فإنها لا تحفزهم عليه.

حين يكون للمراهق أصدقاء كسالى ومن غير ذوي الطموحات العالية، فإن من المتوقع أن يتأثر بهم تأثرًا كبيرًا، فالصاحب ساحب وموجِّه للرغبات.



كيف نعالج التأخر الدراسي؟

يجب أن نعلم حين نطلب من أبنائنا تفوقًا باهرًا أن هناك فروقًا فردية وقدرات في الحصول على هذا التفوق، فلا يمكننا الضغط عليه؛ لأنه لا يجد القدرة على الوصول إلى أعلى الدرجات.

نزرع في ذهن أبنائنا منذ الصغر ضرورة إكمال الدراسة حتى التخرج من الجامعة، فهذا مهم جدًّا.

عندما يرسب المراهق يجب أن نبعد كلمة أنت فاشل من قاموسنا في الحياة اليومية، فهذه الكلمة تسبب الإحباط للمراهق، فالحياة ليست سهلة فهي سلسلة متتابعة من المحن والأحزان والأفراح والإخفاقات والنجاحات، فبدلًا من توبيخه وإزعاجه باستمرار بسبب إخفاقاته، نحاول تفهم أسباب تراجعه في المدرسة.

تحفيز الأبناء وتكريمهم والإشادة بهم مع كل نجاح.
إبعادهم عن أصدقاء السوء، وكل ما يسبب لهم الكسل.
إبراز القدوة الصالحة للمراهقين من عظماء الأمة.
الدعاء مطلوب للأبناء في كل الأمور، ويجب ألا نمل.



 مما لا شك فيه أن المراهقة هي مرحلة انتقالية بين الطفولة والنضج، فيزداد نمو المراهق والمراهقة بمعدل كبير، يزداد حجمه، ويصبح أكثر نشاطًا، ويصبح قادرًا على الإنتاج، وهذه المرحلة يصاحبها العديد من المشكلات الخاصة بالمراهقين.

إن من أهم المشاكل التي تواجه المراهقين هي:

القلق والضيق النفسي: هناك أنواع من القلق عند المراهقين: القلق من أن يكون قبيحًا، القلق من أن يكون دون أهمية أو قيمة، القلق من ألا يعرف القيام بأي شيء، القلق من ألا يعجب الآخرين، القلق في مواجهة الحياة بسبب نقص خبرته في الحياة.

فعندما يكبت هذا القلق ولا يعبر عنه، فإنه يتسبب بعدم الارتياح النفسي عند بعض المراهقين فيعيشون بحالة ألم شديد، وبعضهم يشكل السلوك العدواني أحد المظاهر الناجمة عن عدم تمكنه من التواصل مع الآخرين.

لعلاج هذا التوتر عند المراهقين الحوار معهم بالاستماع الجيد لهم واحترام رأيهم وتفهم مشاعرهم، فهذا سيقلل من إحباطه وقلقه واضطرابه، يجب أن نجعلهم دائمًا يشعرون بالطمأنينة والأمان.



إشعارهم بحبنا لهم: الحب الذي نعبر عنه بالكلام وباللمسات الحانية وبالنظرات المعبرة، وصدق المشاعر بالتعامل معهم، ومواجهة مشاعر المراهق المتناقضة أحيانًا بتفهمها، فإننا نرى أحيانًا عند المراهق نوبات قلق وحزن وبكاء ثم تليها نوبات من الضحك، فيجب علينا ألا نتدخل ولا نشعره بملاحظتنا ذلك، حتى لا نحرجه.

نقص الثقة بالنفس: الثقة بالنفس ضرورية للعيش بتناغم مع الآخرين والشعور بالراحة والرضا، والثقة بالنفس هي إحدى الوسائل الحاسمة لتحقيق الأهداف، فاحترام الذات صفة يكتسبها المرء ويغذيها طوال حياته.

الأسباب وراء نقص الثقة بالنفس عند المراهق: أننا نطلب من أبنائنا أكثر مما هم قادرون على إعطائه، فيشعرون أنهم قد فشلوا في إرضائنا ويعتبرون أنفسهم بلا قيمة وبلا كفاءة لأنهم لا يملكون الوسائل لتحقيق ذلك. وعندما لا يحب المراهق نفسه ويظن بأنه غير كفء فإنه ينعزل تدريجيًّا.

أيضًا هناك صراعات تزعزع ثقة المراهق بنفسه: صراع بين جيله والجيل السابق في الآراء والأفكار، صراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية، صراع بين طموحات المراهق الزائدة وتقصيره في التزاماته. 
العلاج بزرع ثقتهم بأنفسهم عن طريق تشجيعهم على النجاح، احترام آرائهم وقبول مساعدتهم إذا أرادوا تقديم المساعدة، الثناء على إنجازاتهم، مساعدتهم على التكيف الاجتماعي بتعليمهم مهارات التعامل مع الآخرين واصطحابهم للزيارات العائلية، تعويدهم على تحمل المسؤولية بتكليفهم ببعض الواجبات المنزلية، نعلمه كيف يتعامل مع تخوفه وكيف يواجه الآخرين، وكيف يستفيد من نجاحاته وخيباته على حد سواء. 

والأهم الابتعاد عن الغضب والشدة في مناقشتهم لأن هذا الأسلوب يشعر المراهق بالإهانة.



 بالإضافة لتلك المشاكل التي ذكرتها الآن والتي ذكرتها في مواضيع سابقة يوجد الكثير من المشاكل سأذكرها بإيجاز مثل: 

- الرغبة في الحصول على حب الناس وتقديرهم.
- عدم القدرة على التحكم في الانفعالات.
- السلوك العصبي في التصرف.
- زيادة أحلام اليقظة.
- سهولة الاستثارة وجرح المشاعر.
- العناد أو التسلط أو العدوانية.
- ممارسة عادات غير مرغوب فيها.
- صعوبة التركيز والانتباه.


 لو تأملنا في المشكلات التي نواجهها مع المراهقين والمراهقات، لوجدنا أنها في الغالب ليست كبيرة بقدر ما هي مستفزة ومزعجة، فالطفل الوديع الذي كان يُلقي بنفسه في حضن والدته، يحبو الآن نحو الرشد والاستقلال، وهو سيرفض الكثير من الأمور الجيدة والمنطقية حتى يؤكد لنفسه ولغيره بأنه قد كبر، وصارت له رؤيته الشخصية.

نحن نرى مشكلات المراهقين كبيرة لأننا قريبون جدًّا منهم، والعجيب أن كثيرًا من الناس يعتقدون أن أبناء الآخرين أفضل من أبنائهم، وما ذلك إلا لأنهم يرون أولادهم من قرب، ويرون أبناء غيرهم من بعد.



بعض التوصيات لمساعدة المراهقين على حل مشكلاتهم: 

- العلاقة الحسنة والقوية بين الأبوين وابنهم المراهق يقلل من احتمال تورطهم في المشكلات الكبيرة.
- عدم الانتقاد والسخرية من المراهق فقد يؤدي إلى إشعاره بالنقص وبحاجته إلى تغيير شامل، بينما يحتاج إلى الشعور بأنه طبيعي تمامًا.
- ينبغي على الأسرة حماية المراهق من الأفكار المنحرفة التي تواجهنا عبر الإنترنت والقنوات الفضائية التي تدعو إلى الرذيلة وسوء الخلق، وذلك بضبط كل الوسائل التي توفر ذلك.
- يجب أن نكون القدوة الحسنة لأبنائنا المراهقين؛ لأنهم في هذه المرحلة يحاولون التقليد في جميع الأمور الإيجابية والسلبية.
- توفير الحماية للمراهقين وذلك بربطه بالأصدقاء الجيدين.
- اسمحوا للمراهق بالتعبير عن ذاته: اهتماماته، هواياته، لباسه، وأصحابه، وأفكاره... وشجعه على تحمل المسؤولية.
- من مبادئ التربية الناجحة أن لا نعطي أبناءنا كل ما يطلبونه فهذا يؤدي إلى الميوعة والدلال.
- عزيزي الأب.. تحدث مع ابنك المراهق بصدق عن مخاطر شرب الدخان والممارسات الشاذة، فتلك هي أفضل الطرق التربوية للتحاور مع المراهق ليرسم في داخله خطوطًا حمراء تكون نبراسًا في حياته.
- عزيزي الأب... عزيزتي الأم... ينبغي البحث عن دافع المراهق للخطأ، فإذا كان هو الفراغ، فاحرصوا على ملء هذا الفراغ ووجهوه إلى كل ما هو مفيد ونافع.
اقرؤوا هذه النصائح بعناية وطبقوها بعناية، تنتجوا أشخاصًا إيجابيين تحبونهم ويحبونكم، ويعتمد عليهم في الحياة.


لخريطة الموقع والعديد من المشاركات والمواضيع المتميزه اضغط هنـــا

وللمواضيع الإسلامية تفضل اضغط هنـــا

ولمواضيع القصص الجميلة والعبر اضغط هنــا

ولباقي أقســـام الموقع برجاء النظر علي يسار الموقع بالأعلي
واختر القسم المناسب لك :)


شاركها أصدقائك وفيدهم ولا تدعها تقف عندك

لا تحرمنا من ردودك وتعليقاتك الراقية

مشاركتك تسعدنا وتعطينا دفعة للأمام
إذا عجبك الموضوع يرجي نشره :


 
Support : call us | call us | call us
copyright © 2014. موقع إجتماعي عام - جميع الحقوق محفوظة لموقعنا
Template Created by Creating Website Published by Mas Template
معرب بواسطة مدونة قوالب بلوغر العربية