الصفحة الرئيسية » » ◕◕ إلى الممتنعة من زوجها ◕◕

◕◕ إلى الممتنعة من زوجها ◕◕

Share

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع هاااام جداً ويرتبط بالزوجة وينطبق ايضاً علي الزوج , قد يكون طويلاً نوعاً ما ولكن صدقوني تٌهدم بسببه ألآف العلاقات الزوجية وتنهار علاقات أسريه ويتشرد بسببه أطفالاً لا ذنب لهم فيه لذلك أرجوكم لا تبخلوا علي أنفسكم بقراءة هذا الموضوع الهام بالنسبة للأزواج ,,, رجــــــــــــاء القراءة والنشـــر




جزء صغير من تلك المقاله الهامة : إذا كان زوجك مسلماً متديناً ملتزماً فلن يقدم على خيانتك بعون الله، ولكنه قد يتزوج عليك بامرأة أخرى، وهذا أيضاً يضايق كثيرات من الزوجات ويؤلمهن ويشعرهن أيضاً بالمرارة والحزن والأسى .

ولكن، هل فكرت عزيزتي الزوجة وتساءلت: لماذا يخونك زوجك أو يتزوج عليك بامرأة أخرى ؟


◕◕ إلى الممتنعة من زوجها ◕◕

محمد رشيد العويد

مقدمة :
لقد ترددت كثيرا في كتابة هذه الرسائل إلى الزوجة التي قد تمتنع من زوجها،أو تبطئ عليه، خشية أن لا يرضى بعض الإخوة عن الكتابة في هذا الأمر، لما قد يرون فيه من منافاة للحياء . لكني أقول مطمئنا بعون الله؛ إني لم أكتب ما فيه خروج على الدين والخلق والحياء. ولم يتعد عملي حثا للزوجة على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أمرها أن تستجيب لزوجها إذا دعاها لحاجته. تماما كما نحث المسلمة على التزام ما أمرها به الله ورسوله في ارتداء اللباس الإسلامي السابغ الساتر؛ على سبيل المثال. إن كثيرات من الزوجات لا يكترثن بعصيانهن أزواجهن في هذا الشأن؛ ولا يرين في هذا العصيان حرجا؛ على الرغم من أنه مجلبة للعنة الله والملائكة ! واللعنة كما تعلمون هي الطرد من رحمة الله تعالى! أفلا يستحق هذا تنبيه الزوجات وتحذيرهن من ذاك العصيان !؟

حدثني صديق أنه اصطحب والدته وزوجته إلى درس في أحد المساجد، وكان موضوع الدرس عن الوعيد الشديد للزوجة التي تمتنع من زوجها، وما ينالها من غضب الله تعالى، ومن لعنة ملائكته عليها. ثم حدثت الزوجة زوجها أن والدته قالت لها وهما خارجتان من المسجد: يبدو أني كسبت إثما كثيرا. يا ويلي !هذه الحادثة، مع طرافتها، تشير إلى جهل كثيرات من الزوجات المسلمات بفداحة امتناعهن من أزواجهن، على الرغم من تدينهن وكثرة صلاتهن وصيامهن . وحدثني صديق آخر، أنه إذا دعا زوجته إلى فراشه.. انصرفت عنه إلى قراءة القرآن والقيام وهي تستنكر عليه أن تترك كتاب الله تعالى من أجل أن تلبي له شهوته ! لقد حاولت في هذه الرسائل أن أناقش الزوجة المسلمة، في ما تقدمه من أعذار وحجج؛ تبرر بها امتناعها من زوجها، مفنداً هذه الحجج وتلك الأعذار جميعها .. ما وفقني الله إلى ذلك وأعانني عليه .اللهم اشرح صدورنا لطاعتك ، واتباع سنة نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وأصلحنا لأزواجنا ، وأصلح أزواجنا لنا.

إنها تنقص وزنك

هل يمكن أن يكون مستقراً في ذهن الزوجة أن معاشرة زوجها لها سبب من أسباب زيادة وزنها ؟ ربما نتج هذا الظن بسبب ملاحظة زيادة وزن النساء بعد الزواج .
الأطباء ينفون هذا تماماً، ويؤكدون أن العكس منه هو الصحيح ؛ أي أن المعاشرة الزوجية تساعد على إنقاص الوزن بسبب ما تحرقه من سعرات حرارية. يقدر العلماء بأن الجسم يفقد ستة آلاف وحدة حرارية خلال دقيقة من المعاشرة الجنسية وذلك في المرحلة التي يبلغ فيها أحد الزوجين الرعشة. أما المرحلة التي تسبق الرعشة أو تتلوها فإن الجسم يفقد أربعة آلاف وحدة حرارية في الدقيقة. ويذكر العالمان الأميركيان هيليوشين وغرايدمان أن مجموع الطاقة الحرارية التي تبذل خلال المعاشرة الزوجية الواحدة تتراوح بين 50 إلى 75 ألف وحدة حرارية. وهذا يعادل ما يفقده من يمشي أو يجري مسافة تتراوح بين خمسة وسبعة أميال . وقدرت قيمة النقص في الوزن خلال عام، إذا كانت الزوجة تقوم بمعاشرة زوجها كل ليلة، بين ستة وتسعة كيلو غرامات . ولعل زوجة تسأل: إذن؛ فما سبب زيادة أوزان النساء بعد الزواج ؟إن زيادة أوزان النساء ، بعض النساء ، بعد الزواج ترجع إلى : 1- الركون إلى الكسل وقلة الحركة. 2- النهم في التهام الطعام وبخاصة الحلويات والأطعمة الدسمة. 3- الحمل والولادة المتكرران. 4- تعاطي أقراص منع الحمل. ولعل هذا التصور الجديد الصحيح يجعلك أقل نفوراً من المعاشرة، وأكثر رغبة فيها. وهكذا، أختي الزوجة، إذا كان ذاك التصور الخاطئ قد استقر في ذهنك؛ فإن عليك الآن أن تصحيحه، وأن تستبدلي به تصوراً صحيحاً جديداً هو أن المعاشرة الزوجية تعادل المشي أو الجري مسافة تعادل ما بين خمسة وسبعة أميال، أي حوالي عشرة كيلومترات .

لماذا أراد أحمد أن يتزوج على هالة؟

سرى الخبر سريان النار في الهشيم:أحمد يريد أن يتزوج على زوجته هالة.وتتابعت الاحتجاجات:((ليس له حق..لم تقصر معه في شيء))-((... لن يجد أجمل منها.. كيف يتزوج عليها وهي الجوهرة الفاتنة؟!)) - ((إنها سيدة بيت ممتازة.. كلهم يثنون على حسن ترتيب منزلها ونظافته))- ((طاهية درجة أولى.. كل من ذاق طعامها تحدث به..))- ((أيتزوج على هالة ذات الحسب والنسب التي كان يتمناها كل شاب من أقاربها؟! ))- ((إنه والله يظلمها.. لم تغلط معه.. ما أعذب لسانها وأرق كلماتها))-((.. حتى أولادها أحسن أولاد.. ربتهم أحسن تربية.. )). قلت في نفسي: فعلاً ليس لك حق يا أحمد! إذا كانت هذه الصفات الحسنة قد اجتمعت في زوجتك حقاً.. فأنت في غنى عن الزواج بأخرى. ربما بين كل مليون زوجة يجد المرء زوجة قد اجتمع فيها مثل ما اجتمع في زوجتك من خصال حسنة وأخلاق حميدة.. إنه عدم وفاء يا أحمد. صرت أردد هذه الخواطر على لساني من شدة تفاعلي بها؛ حتى خشيت أن يحسب الناس الذين أسير بينهم في الشارع أنني أكلم نفسي. لهذا عزمت على لقاء أحمد ومواجهته بهذه الخواطر.. فقد أكون ظالماً له إذا لم أسمع منه دفاعه عن نفسه. حين صرت في بيته، فاتحته بما في نفسي من غير مقدمات، وسألته عن حقيقة نيته الزواج من أخرى؟

قال : ما زالت نية على أي حال. قال : وماذا اجتمع فيها؟ قلت : أتتزوج أخرى.. وقد اجتمع في زوجتك ما لم يجتمع في مئات الآلاف غيرها؟

قلت : سمعت الكثير.قال : مثلاً؟ قلت : اسمح لي ولا تؤاخذني: تقول النسوة إنها فائقة الجمال. قال : وماذا يعني هذا.. إننا نشاهد عشرات الحسناوات كل يوم على شاشة التلفزيون. قلت : ويقولون إنها سيدة بيت ممتازة.. وبيتكم من أرتب البيوت وأنظفها..  قال : خادمة بثلاثين ديناراً شهرياً تجعل البيت من أنظف البيوت وأجملها. (ضقت برهة أتأمل في إجاباته) قطع صمتي على الفور قائلاً : ماذا غير هذا ؟ قل. قلت : وأنها طاهية ماهرة.. تطهو لك أطيب الطعام.. قال : قم معي لآخذك إلى مطاعم تقدم لك أكلات لم تذق مثلها في حياتك!  قلت :.. وتحدثوا عن عذوبة لسانها ورقة حديثها.. قال : سكرتيرتي في العمل أعذب لساناً منها وأرق حديثاً. قلت : ولكن.. قال : ماذا بقي عندك من صفات حسنة؟ ليتذكرن دائماً أن الغريزة الجنسية أقوى الغرائز عند الرجل، وهي دافعه الأول إلى الزواج، وإلى تكراره من أخرى إن لم تلبه الأولى كما أمر الإسلام وأكد. قال : أغلب النساء يحسن تربية أولادهن. قلت (وقد فطنت إلى ما أفحمه به) : ما دام الحال كما تقول.. فلماذا تريد الزواج من غيرها؟ ما دام في زوجتك كل هذه الصفات مجتمعة.. فأنت لا تفتقد فيها شيئاً حتى تبحث عنه عند غيرها! قال بحدة ظاهرة على الفور : ومن قال إني لا أفتقد عندها شيئاً! قلت بفرح من وصل إلى شيء ظل يبحث عنه زمناً : هذا ما أردت معرفته منك. قال: أوتريد معرفته؟قلت : بكل تأكيد. قال : إنه الذي يدفعنا أساساً إلى الزواج. قلت : غريزة الجنس؟قال : وهل غيرها! قلت : تعني أن زوجتك.. (وسكت إذ لم أجد عبارة مناسبة). قال : أجل.. زوجتي باتت تكره المعاشرة.. ترفضها كثيراً.. تنصرف عنها إلى بيتها وأولادها. قلت : أراك على حق. قال : بالله عليك مَن مِن العزاب الشباب يتزوج من أجل أن يأكل طعاماً طيباً وأمه تطبخ له أطيب ما يحب ؟! ومن منهم يتزوج لأنه يبحث عمن يغسل له ثيابه أو يكويها وفي البلد عشرات المصابغ تفعل هذا؟ لنكن واقعيين وصرحاء..

إن الدافع الأول والأساس والهام لزواجهم هو إعفاف النفس بتلبية هذه الغريزة الجامحة... ألست معي في هذا وتوافقني عليه ؟
قلت: بلى.. بلى. أنا معك فيه وأوافقك عليه الموافقة التامة.

عزيزتي الزوجة..
لعل هذا الحوار مع ذاك الزوج قد أوضح لك حقيقة معاناة كثير من الأزواج الذين تمتنع منهم زوجاتهم، ويهملن في الاستجابة إليهم، وينشغلن بالبيت والأطفال وغيرهم انشغالاً يزيد عن الحد، ويكون كثيراً على حساب تلبية حاجة أساسية وهامة لدى الزوج الذي يضيق، مع الأيام، بانصراف زوجته عنه، وإهمالها له، فيتكرر التفكير عنده بحل متاح أمامه.. وهو الزواج من أخرى.

إن تربية الأولاد والعناية بهم، وطبخ الطعام الطيب، وترتيب البيت والاهتمام به، جميعها أمور هامة لا بد منها، ولكن أهميتها تأتي بعد أهمية تلبية حاجة الزوج إلى إعفاف نفسه فلتنتبه الزوجات إلى هذا، وليضعنه في اعتبارهن، ولا ينشغلن عنه، إذا أحببن ألا يفكر أزواجهن في الزواج من ثانية. قلت : ذكروا أنها ربت أولادكما فأحسنت التربية .

هل يذهب بكرامتك؟

- الجنس غريزة مثل غريزة الجوع وغريزة الخوف. - طاعة الله لا تذهب بالكرامة.. بل تجلبها.
- الزوج مأمور بإعفاف زوجته كما هي مأمورة بتلبيته.
من الأعذار التي تطلقها الزوجة مبررة بها امتناعها من زوجها: الكرامة. إنها ترى استجابتها المتكررة لزوجها كلما دعاها إلى المعاشرة تذهب بكرامتها، وتنال من إنسانيتها .

والرد على هذا في ما يلي:

أ- الجنس غريزة مثل سائر الغرائز. مثل غريزة الجوع وغريزة الخوف وغريزة العطش. وتلبية أي غريزة منها، عن طريق شرعي، لا ينافى الكرامة ولا يذهب بها، ولا يتعارض مع الإنسانية ولا يلغيها .
فحين يدعوك زوجك إلى إعداد الطعام له ثلاث مرات في اليوم، فإنه يلبي غريزة الجوع فيه. وأنت لا تجدين في إعدادك هذا الطعام، أكثر من مرة في اليوم، ذهاباً بكرامتك أو إلغاء لإنسانيتك . وكذلك الحال حين يطلب منك كأس ماء، أو عصير، ليروي به عطشه، ويطفئ ظمأه .
الجنس إذن، عزيزتي الزوجة، غريزة من الغرائز، بل هي من أقوى الغرائز، وتلبيتها عن طريق شرعي، لا ينفي الكرامة ولا يلغي الإنسانية .

ب- لو وجدنا إنساناً يسجد لإنسان آخر لحكمنا على الفور بأن الإنسان الساجد مهدور الكرامة .
لكن، لو كان هذا السجود طاعة لله رب العالمين؛ فإن كرامة هذا الساجد، ولو كانت لإنسان آخر، محفوظة مصانة
وليست مهدورة .
لقد سجد الملائكة لآدم عليه السلام، وسجد القوم ليوسف عليه السلام:{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً } (يوسف: 100). ويريد رؤياه أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ساجدين له حين كان صغيراً { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } (يوسف: 4) .
وعلى الرغم من أن السجود ما عاد في شريعتنا إلا لله رب العالمين؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا أنه لو كان لأحد أن يسجد لغير الله لأمر الزوجة أن تسجد لزوجها. ولم يكن للزوجة- لو أمرت بهذا السجود- أن تجد فيه ذهاباً لكرامتها.. لأنها تطيع به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أردت بهذا أن أبين أن تلبية الزوجة لطلب زوجها معاشرتها لا يذهب بكرامتها وإنسانيتها ما دامت تطيع الله ورسوله بهذه التلبية.
إنه مستقر في إيمانها أن طاعتها زوجها في هذا الشأن (مثل طاعتها له في غيره من الشؤون) إنما هو أيضا طاعة لربها سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم. هذا الإيمان يصرف عنها وسوسة إبليس لها؟ بأن تلبيتها زوجها؟ إذا دعاها إلى معاشرته، تذهب بكرامتها، وتلغي إنسانيتها .

ج - كما يأمر الإسلام الزوجة طاعة زوجها إذا دعاها إلى فراشه، فإنه يأمر الزوج أن يعف زوجته؛ حتى إنها تستطيع أن ترفع أمرها إلى القاضي، وتطلب منه أن يطلقها من زوجها إذا كان عنيناً (عاجزاً أو ضعيفاً جنسياً) .
فالإسلام لا يحرص على إرواء شهوة الزوج وحده، بل على إرواء شهوة الزوجة أيضاً؛ ففي عفافهما معاً حفظ للمجتمع من الزنا والفساد بمختلف أشكاله وألوانه. ومن هنا فإن دعوى الذهاب بالكرامة، كرامة الزوجة، دعوى غير منطقية، وغير مقبولة، لأنه من حق الزوجة أن تستمتع بزوجها في مقابل حقه أن يستمتع بها .

أو أشد من فقد الولد؟!

- أريد من الزوجة أن تقف عند هذه العبارة.
- للغرائز ضغط على أعصاب الإنسان فيزيد غضبه.
- 3 ثمرات جنتها من استجابتها لزوجها.
من الأعذار التي تبديها الزوجة وتبرر بها امتناعها من زوجها: التعب، والقلق، والحزن، وغيرها . ما رأي الإخوة والأخوات في زوجة مات ابنها فلم يمنعها هذا من الاستجابة لزوجها في يوم وفاته نفسه ؟!
لنقرأ ما جاء في صحيح البخاري :
كان لأبي طلحة- رضي الله عنه- ابن يشتكي (أي مريض). فخرج أبو طلحة، فقبض الصبي (مات في أثناء خروج والده من البيت) فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟ قالت أم سليم (زوجته) : هو أسكن ما كان. فقربت إليه العشاء فتعشى، ثم أصاب منها (نال منها ما ينال الزوج من زوجته)، فلما فرغ قالت : يا أبا طلحة عارية استعارها قوم وكانت العارية عندهم ما قضى الله ، وإن أهل العارية أرسلوا إلى عاريتهم فقبضوها؟ ألهم أن يجزعوا ؟ قال : لا . قالت: فإن ابنك قد فارق الدنيا. قال : فأين هو ؟ قالت : هاهو ذا في المخدع. فكشف عنه واسترجع ( قال : إنا لله وإنا إليه راجعون). فلما أصبح ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثه بقول أم سليم فقال:(( والذي بعثني بالحق لقد قذف الله تبارك وتعالى في رحمها ذكراً لصبرها على ولدها )).
وأريد من الزوجة أن تقف عند هذه العبارة:(( فقربت إليه العشاء فتعشى..ثم أصاب منها )) أي نال منها ما ينال الزوج من زوجته.
هل بين القارئات من تقوى على هذا؟ تلئي دعوة زوجها في اليوم نفسه الذي مات فيه ابنها؟
لقد فعلت هذا أم سليم. صبرت على فقد ولدها صبراً نجحت معه في إخفاء مشاعرها الحزينة إلى حد قدمت فيه لزوجها العشاء وجعلته ينال منها ما ينال الزوج من زوجته !

وهذه ثلاثة توجيهات نخرج بها من هذا الموقف لأم سليم رضي الله تعالى عنها :
أ- أي عذر من الأعذار التي تقدمها الزوجة لزوجها، مبررة بها امتناعها منه يمكن أن يفوق حزن الأم على وفاة ولدها؟! وولدها الوحيد آنذاك- كما جاء في بعض الروايات- ؟! أليس في هذه الصحابية الجليلة أسوة للزوجات المسلمات ؟

ب- معروف أن للغرائز ضغطاً على أعصاب الإنسان، ولهذا تزداد ثورة الإنسان إذا تلقى خبراً مزعجاً وهو تحت ضغط غريزة أو أكثر. وهذا ما يعبر عنه الناس حين يلتمسون العذر لهياج إنسان(( اعذروه فهو جائع لم يأكل منذ الصباح ))، أو (( اعذروه فإن زوجته مسافرة )) .ولهذا فإن الحكيمة أم سليم لم تشأ أن يتلقى زوجها خبر وفاة ولده إلا بعد أن يلبي غريزة الجوع وغريزة الجنس.. ليكون أكثر تسليماً ورضى. لقد قدمت إليه العشاء لتلغي ضغط غريزة الجوع، وجعلته يصيب منها لتلغي ضغط غريزة الجنس .

ج - لتعلم الزوجة أن أجرها على استجابتها لزوجها كبير، في الدنيا والآخرة. ولقد وجدنا عدة ثمرات قطفتها أم سليم رضي الله عنها في موقفها الحكيم ذاك :

- تلقى زوجها خبر وفاة ابنه بالرضى والتسليم رغم حبه الشديد له
- أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على صنيعها ووصفه بالصبر .
- نتج عن هذه الاستجابة حمل عوضها الله به عن ولدها الذي مات. بل تسعة أولاد كلهم قرؤوا القرآن رزقت بهم فيما بعد.
إنه ارتقاء سامق عظيم، من هذه الصحابية الجليلة، يصلح ليكون من ضمن مناهج تعليم الزوجات فن مساكنة الزوج، وحسن التبعل له، في هذه الأيام التي تتصاعد فيها نسب الطلاق تصاعداً خطيراً .
هل لزوجة، بعد هذا، أن تتعلل بأي علة من العلل، أو عذر من الأعذار، خاصة إذا كان مبعثه المزاج، أو الهوى، أو العناد، أو غيره من المبررات التي يمكر أن تتجاوزها، وتستطيع أن تتعداها، مع توفيق الله تعالى، وابتغاء رضاه سبحانه (لتتذكر كل زوجة تمتنع من زوجها أن أم سليم رضي الله عنها لم تمتنع من زوجها بعد وقت قصير من وفاة ولدها، فلذة كبدها،بل لعلها هي التي تقربت من زوجها وعرضت نفسها عليه .
إنه ارتقاء سامق عظيم، من هذه الصحابية الجليلة، يصلح ليكون من ضمن مناهج تعليم الزوجات فن مساكنة الزوج، وحسن التبعل له، في هذه الأيام التي تتصاعد فيها نسب الطلاق تصاعداً خطيراً.

افترض نفسك عزباً

- ما أبلغ هذا المثل: "أعزب دهر.. ولا أرمل شهر". ونعود إلى الدكتور ستيفان فرينزو الذي يؤكد أن أصعب أنواع الوحدة وأقساها على القلب هي تلك التي يحس بها المرء وهو وسط أهله وأقاربه. يقول: إن انعدام جو التفاهم وتبادل الآراء والعواطف يترك المرء في مرارة الوحدة ولو أحاط به مئات من الناس بمعسول الكلام. إنها أقسى أشكال الوحدة .

من المبررات التي تحاول بها الزوجة إقناع زوجها بالانصراف عنها حين يرغب في معاشرتها، قولها له: افترض نفسك مسافراً.. ! أو قولها : افترض أني في المحيض . أو قولها : صبرت سنوات في فترة العزوبة.. أ فتعجز عن أن تصبر أياماً الآن ؟!

وهذا التبرير الأخير ذكرني بقريب يعمل في بلد غير بلده، سافرت زوجته في الصيف إلى أهلها، وأطالت في مكثها ولم تعد إلى زوجها في الوقت الذي اتفق معها أن تعود فيه. فاتصل هاتفياً، وتحدث مع عمه ( والدها )، وجرى بينهما الحوار التالي :

- الزوج: متى حجزتم في الطائرة لـ"... " ( ذكر اسم زوجته ). - العم: لم نحجز لها بعد. - الزوج: ولكن الازدحام شديد يا عمي.. والناس كلهم يعودون في هذه الفترة. العم: ولماذا العجلة. الزوج: تدري عمي.. العم مقاطعاً: مكثت عندك عشرة أشهر.. فما يضير لو مكثت عند أهلها شهرين! - الزوج: ولكن يا عمي.. الحياة العزوبية صعبة.. وأنت سيد العارفين بهذا. العم: أنت لم تتزوج إلا بعد أن تجاوزت الثلاثين.. وما دمت قد صبرت السنوات الطوال دون زوجة.. أي صعوبة إذا غابت عنك زوجتك شهرين أو ثلاثة . هكذا يمنع الأهل ابنتهم عن زوجها. وهكذا تتحجج الزوجة حين تأبى على زوجها. ولعل خير رد على تلك الدعوى هذا المثل الشائع: أعزب دهر. أرمل شهر .

إن اضطرار الرجل لحياة العزوبة، وصبره عليها، وإحساسه بأنه لا يملك هذا إلى أن يتزوج.. يجعله معتاداً هذه الحياة بعض الشيء، صابراً عليها إلى حد ما... أما حين يتزوج، وتملأ زوجته عليه البيت، وتصبح حياتها جزءاً من حياته وحياته جزءاً من حياتها، فإنه لشد ما يفتقدها إن غابت عنه.. حتى ولو ساعات معدودة .

وهذا ما يؤكده علم النفس الحديث، فالدكتور ستيفان فرينزو أستاذ النفس في جامعة ماركيت الأميركية يقول: إن الشائع بين الناس، وفي مختلف المجتمعات، أن الأعزب يتزوج وفي ظنه أنه يتخلص من الإحساس بالوحدة؛بينما وقع الشعور بالوحدة على المتزوج أقوى وأشد، ولهذا فإن المتزوج حين يبتعد عن زوجته، ولو لأيام قليلة، يحس بوحدة حادة، ويكون وقعها على نفسه أقسى وأصعب.

ويضيف: إن المتزوج لا يستطيع أن يتكيف مع الوحدة إن أجبر عليها.. بينما الأعزب يتكيف مع الحياة الاجتماعية إن وجد نفسه فيها.
وإذا عدنا إلى حجج الزوجة "افترض أنك مسافر" أو "افترض أنك ما زلت عزباً"... فإني أشبهها بحجج زوجة يطلب منها زوجها أن تعد له طعام الغداء فتقول له: "افترض نفسك في رمضان ))! ((لماذا لم تصم اليوم؟ )) ((شارك الفقراء والمساكين جوعهم))! لتبرر تقصيرها في إعداد الطعام له .
ولا شك في أنها تبريرات غير مقبولة، وغير منطقية، لأن معاناة الزوج ستكون أشد حين يشعر بالوحدة وهو مع زوجته التي تأبى عليه وتمتنع من الاستجابة إليه .
ونعود إلى الدكتور ستيفان فرينزو الذي يؤكد أن أصعب أنواع الوحدة وأقساها على القلب هي تلك التي يحس بها المرء وهو وسط أهله وأقاربه. يقول: إن انعدام جو التفاهم وتبادل الآراء والعواطف يترك المرء في مرارة الوحدة ولو أحاط به مئات من الناس بمعسول الكلام. إنها أقسى أشكال الوحدة .

أجل إنها علاقة سامية

أرجو أن تنظري إلى تلبيتك حاجة زوجك نظرة أبعد من كونها تلبية لشهوته. أن تنظري إليها على أنها وسيلة هامة لإعفافه، وغض بصره، والتزامه دينه،وإتقانه عمله .
ضعي في خاطرك مشهد زوجك وهو ينظر في هذه المرأة، ويحدق في تلك! بعد أن تكوني قد أبيت تلبيته ورفضت الاستجابة له .
وضعي في خاطرك مشهداً مقابلاً للمشهد السابق: زوجك وهو يغض بصره، ولا ينظر إلى من يصدفه في طريقه من النساء بعد أن تكوني قد استجبت له ولبيته !

ألا تكونين قد أسهمت في غض بصره في المشهد الثاني، وساعدته- ولو من غير قصد- على ذاك التحديق في النساء في المشهد الأول ؟!
وضعي في خاطرك مشهد زوجك وهو ثائر في عمله، متوتر الأعصاب، عرضة للخطأ والتقصير، لأنه أتى إلى عمله وهو ضائق بك لأنك قد رفضت دعوته ولم تلبي حاجته !

والمشهد المقابل: زوجك وهو هادئ الأعصاب، منشرح الصدر، مرتاح في عمله ؟ إنجازه فيه أكثر وعطاؤه فيه أفضل.
ألا تكونين قد شاركت في النتائج الإيجابية في الحال الثانية.. أو في النتائج السلبية في الحال الأولى ؟!

لقد وعد الرسول صلى الله عليه وسلم المرأة التي تحسن تبعلها لزوجها(ولا شك في أن تلبيتها زوجها من حسن التبعل) بالأجر المماثل لكل ما يقوم به الزوج من عمل يؤجر عليه .
فإذا عف الرجل، وغض بصره، وأتقن عمله، ونال على هذا كله أجراً ومثوبة؛ فلا شك في أن للزوجة نصيباً مماثلاً من هذه المثوبة وذاك الأجر .
وعلى هذا؛ فإني أرجو من كل زوجة أن تضع في حسبانها هذا الأجر الذي تكسبه حين تلبي زوجها وتجيبه إلى حاجته
لننظر إلى تلبيتها زوجها نظرة أسمى؛ نظرة من يشارك في حفظ المجتمع، ويسهم في سلامة أركانه وحفظ بنيانه .
وهذا على العكس مما تحسبه الزوجة التي تأبى على زوجها، فهذه تحسب أنها تسمو بنفسها حين تنفر من معاشرة زوجها، وتهرب منها، وتبتعد عنها.. وهذا حسبان غير صحيح، وظن خاطئ، وليس من الإسلام في شيء .
لقد سما الإسلام بالعلاقة الجنسية في إطار الزواج، ووعد الزوجين بالثواب عليها .

فلتعلمي هذا كله، أختي الزوجة، وتتفهميه، لتغيري نظرتك وتصححيها إن كانت خاطئة.. تجاه تلبيتك حاجة زوجك الجنسية .
إن السمو لا يكون بكبت هذه الغريزة ؟ كما يفعل قساوسة ورهبان كثرت الأخبار التي تتحدث عن اعتداءاتهم الجنسية على نساء وأطفال؟ مؤكدين بهذا أنهم يخالفون الفطرة ويحاربونها .
فلتعلمي هذا كله، أختي الزوجة، وتتفهميه، لتغيري نظرتك وتصححيها إن كانت خاطئة.. تجاه تلبيتك حاجة زوجك الجنسية.

لا يقتصر على الليل وحده

هناك زوجات يأبين على أزواجهن في النهار؟ فهن يفضلن الليل، وحججهن في هذا الإباء مختلفة، وقد يرين أنه لا بأس من هذا الرفض، وأنه ليس في الإسلام ما يأمرهن بتلبية أزواجهن في النهار. وقد يفهمن من حديث رسول الله صلى عليه وسلم (( إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها.. لعنتها الملائكة حتى تصبح )) أن الأمر هنا قاصر على فترة المبيت .
غير أن الأحاديث الأخرى تؤكد أنه ليس هناك وقت محدد من ساعات الليل والنهار.. وإنما جاء التعبير في الحديث السابق ب "باتت " و"حتى تصبح " لأن هذا الوقت هو الأعم الأغلب .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد ( أي حاضر ) إلا بإذنه )) متفق عليه. ووقت الصيام معلوم، من الفجر إلى المغرب، أي أن ساعات الصيام هي ساعات النهار، فإذا رغب الزوج في أن يأتي زوجته فوجدها صائمة.. فقد تحتج عليه بأنها صائمة، وأن صومها لله أهم من شهوته! فتحرج زوجها بهذا .
ولو تأملنا الكلمة الأولى في الحديث الشريف "لا يحل " فسنجد أنها"يحرم " أي أنه يحرم على الزوجة أن تقوم بعبادة الصيام نفلاً إذا لم يأذن لها زوجها، أليس في هذا تأكيد على أن الزوجة مأمورة بتلبية زوجها في أي ساعة من ساعات الليل والنهار ؟
أليس فيه إغلاق لأي عذر تعتذر به الزوجة؟ لأن أي عذر تقدمه.. يبقى أقل شأناً من الصوم! فإذا كانت لا تمتلك أن تعتذر بالصوم وتحتج به، فالأولى أن لا تعتذر بغيره وتحتج به .

الحديث الآخر الذي يؤكد شمول ساعات الليل والنهار ما رواه مسلم في صحيحه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في نفسه.. فليعمد إلى امرأته فليواقعها.. فإن ذلك يرد من نفسه ". رواه مسلم . فهذا الحديث أيضاً يطلق الزمان ولا يحده بوقت معين. بل إنه يشير إلى ساعات النهار أكثر من ساعات المبيت والليل.. لأن رؤية الرجل امرأة أخرى إنما يكون- في الأغلب- في ساعات العمل ومخالطة الناس، وأكثر ما يكون هذا في النهار .

والكسل سبب أيضاً
لعلك ، أختي الزوجة، توافقينني على أن من ضمن أسباب انصراف بعض الزوجات عن تلبية أزواجهن... الكسل، أجل الكسل ! وبخاصة الزوجات المحافظات على الصلاة. فهن يعلمن أن المعاشرة تحدث الجنابة، والجنابة توجب الغسل .

هؤلاء الزوجات إذن، يأبين على أزواجهن؛ لأنهن يحملن هم الاغتسال المتكرر، إذ لا يستطعن تأجيله-أي الاغتسال- حتى لا تفوتهن صلاة من الصلوات الخمس، وإحساسهن بأنهن ملزمات بالاغتسال بعيد المعاشرة يشعرهن بهذا الهم.. المثير بدوره للشعور بالكسل .
لكن الزوجة من هؤلاء؛ لو تأملت وتدبرت، لوجدت في هذا عاملاً حاثاً على النظافة الدائمة، فلو تركت المرأة لنفسها؛ فقد لا تتعجل الاستحمام وتتأخر فيه؛ انشغالاً بأمور البيت والأولاد، أو إحساسها بأن هذه الحاجة ليست ملحة عندها لهذا الاستحمام .

ولعل الأخت الزوجة تذكر ضيقها النفسي حين تتأخر في استحمامها، ثم شعورها بالراحة بعد الاستحمام. فالمقارنة بين هذين الشعورين يجعلها تدرك كيف أن هذا الإلزام لها بالاغتسال معين لها على طرد الكسل، ومحاربته، والتغلب عليه ولا شك في أن هذا ليس قاصراً على الزوجة، إنما هو يشمل الزوج أيضاً؛ فالتزامه بالاغتسال بعيد المعاشرة يجعله دائم النظافة .

وهي مناسبة لنشير إلى تميز المسلمين بهذه النظافة، فلا أحسب أن هناك عقيدة  تلزم معتنقيها بالاغتسال من الجنابة .
فلتطرد الزوجة هذا الكسل من نفسها؛ ولتجعل من ضمن إيجابيات استجابتها لزوجها، هذا القهر للإحساس بالكسل ، وهذا القطع لدابر التأجيل للاستحمام، مستعيذة بالله من الشيطان الرجيم، مستعينة به سبحانه على هذا التأجيل، وذاك الكسل، وذلك العجز .
ولعل في هذا الدعاء الذي علمنا إياه الرسول صلى الله عليه وسلم مساعداً للمرأة على الاستعاذة المستمرة من العجز والكسل :
" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والفقر، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " .
حتى لا تأخذه امرأة أخرى

أختي الزوجة..

لعل أشد خبر تتلقينه هو أن زوجك يخونك مع امرأة أخرى. ولا شك في هذا الخبر سيملأ نفسك غيظاً وحنقاً من زوجك، وضيقاً وغضباً عليه. وقد تثور في نفسك مشاعر الكراهية، وربما الحقد عليه .

وقد لا ألومك على هذا، وألتمس لك العذر فيه، فالخيانة أمر عظيم، يأباها الإسلام، وتأباها الفطرة السوية، وهي تشعر الزوجة بالمرارة، والحزن، والأسى.. وقد وجدت زوجها يقابل وفاءها بالخيانة .

وإذا كان زوجك مسلماً متديناً ملتزماً فلن يقدم على خيانتك بعون الله، ولكنه قد يتزوج عليك بامرأة أخرى، وهذا أيضاً يضايق كثيرات من الزوجات ويؤلمهن ويشعرهن أيضاً بالمرارة والحزن والأسى .

ولكن، هل فكرت عزيزتي الزوجة وتساءلت: لماذا يخونك زوجك أو يتزوج عليك بامرأة أخرى ؟

إن في مقدمة الأسباب، وأقواها، عدم إروائك زوجك جنسياً، ورفضك المتكرر دعوته لك إلى معاشرته . تقول كارول بوتوين مؤلفة كتاب "رجال ليس بوسعهم أن يكونوا مخلصين "(وهو من أكثر الكتب مبيعاً في أميركا) تقول ناصحة الزوجة التي تخشى خيانة زوجها لها: "لتكن حياتكما الجنسية مفعمة بالحيوية، فالأزواج يعلقون أهمية كبرى على الحياة الجنسية، فإذا ما وجد زوجك القناعة في هذه الناحية.. فمن غير المحتمل أن يبحث عن امرأة أخرى" .

أرجو أن تعيدي قراءة عبارتها الأخيرة: "فإذا ما وجد زوجك القناعة في هذه الناحية.. فمن غير المحتمل أن يبحث عن امرأة أخرى".
إن الجنس هو الدافع الأساسي لزواج الشاب العازب، وهو الدافع الأساسي لخيانة المتزوج غير المتمسك بالدين والخلق، وهو الأساس لزواج الزوج المتدين من امرأة أخرى .

فإذا رغبت في أن يبقى زوجك لك وحدك، ولا ينصرف إلى غيرك، فاعملي بهذه النصيحة، لا بل أطيعي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يأمر الزوجة بأن لا تأبى على زوجها كلما دعاها إلى فراشه، فطاعتك هذه هي حماية لك من امرأة أخرى تشاركك في زوجك في الحلال أو في الحرام.
نار صدره أخطر من نار التنور!
من الزوجات من لا تمتنع من زوجها بإعلان رفضها دعوته لها إلى المعاشرة إنما بطلب تأجيل ذلك إلى ما بعد !
و"ما بعد" هذه أسبابها عند الزوجات كثيرة ومختلفة؛ فقد تكون الزوجة في المطبخ حيث تنتظرها صحون وطناجر تحتاج إلى جليها. وقد تكون مشغولة بكي الثياب فتطلب من زوجها أن ينتظرها حتى تنتهي كي ثياب لا يدري كيف تجمعت حتى صارت مثل جبل صغير. وقد تكون متذرعة بإعداد خضار لطبخة تريد طهوها في اليوم التالي... ولم يكفها الوقت الطويل في نهار اليوم التالي فأرادت استغلال هذا الوقت في آخر الليل .

وإذا كانت هذه الأعذار مرتبطة بعمل البيت، وليس فيها قبح ظاهر؛ فإن أعذاراً أخرى ظاهرة القبح ؟ وذلك كأن تطلب من زوجها أن ينتظرها حتى تنهي مشاهدة حلقة المسلسل التلفزيوني الذي تتابعه كل يوم ! أو حتى تهي قراءة رواية تعلقت بها ولا تريد أن تتركها حتى تنهيها !
وهكذا.. تكثر الأعذار التي تؤجل بها الزوجة تلبية دعوة زوجها وهي تؤمل أن يسأم الانتظار فيعدل عن رغبته ويصرفها عنه... أو يغلبه النعاس فينام.. وتنام رغبته معه .

الرسول الذي لا ينطق عن الهوى، صلى الله عليه وسلم، أبطل هذه الأعذار وما شابهها، ورفض عذر الزوجة غير المقبول، لتأجيل تلبية دعوة زوجها فراشه، وذلك في هذا الحديث النبوي الصحيح: "إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور" رواه البخاري ومسلم والترمذي .

لقد سد النبي صلى الله عليه وسلم الباب أمام كثير مما تعتذر له المرأة لتأجيل تلبية زوجها إلى "ما بعد" !
وإن كانت على التنور". والتنور هو الفرن الذي تخبز فيه المرأة الخبز وغيره .
وهي صورة قوية التعبير لحال يصعب فيها على المرأة ترك عملها لتلبية حاجة زوجها .
فالعجين إذا تأخر خبزه زاد تخمره، وقد لا يكون صالحاً بعد ذلك. وترك الخبز في التنور سيحرقه. والنار في التنور إذا تركت بعد أن أشعلت ستخمد وتنطفئ. كل هذا يعني أن التوقف عن عملية الخبز غير مفضل، ويحسن أن لا ينصرف عنه أو يؤجله من يقوم به .
ومع هذا فالنبي العظيم يأمر الزوجة أن توقف هذا كله لتلبية أمر أهم وأخطر: "حاجة زوجها". "حاجة" قد لا يصبر على تأجيلها كما قد يصبر على تأخير حاجة أخرى، مثل الجوع الذي يلبيه ذاك الخبز الذي يخبز، أو الطعام الذي يطهى، في التنور .

لتنتظر هذه النار التي في "التنور"، فهي نار محصورة فيه، ولن يصل شررها إلى الخارج إن تركت قليلاً.. لكن النار التي في صدر هذا الزوج قد تخرجه إلى فعل محرم هو الزنا.. وعلى أقل تقدير.. تفقده هدوءه وصبره وحلمه.. فيضرب طفله.. أو يثور على زوجته.. أو.. أو..

عزيزتي الزوجة
تأكدي أن سرعة تلبيتك زوجك تورثك محبته، وتكسبك مودته، ويقدر لك هذا ولا ينساه... أما إن تعللت، وأجلت، فإنه سيضيق بك، وتثور في نفسه كراهية لك، ويشتعل فيه شيء من الغضب الذي سيصبه عليك، إن لم يكن الآن، ففي وقت لاحق.

وضعي في ذهنك أن استجابتك لزوجك، من غير تأجيل، طاعة لله ورسوله، ومن ثم فإن فيها أجراً لك .

خشية الحمل ودورها في كراهية المعاشرة

من الأسباب غير المباشرة التي تدفع بالمرأة إلى الابتعاد عن زوجها حين يدعوها: خشيتها من الحمل، فالمرأة التي لا تفكر في الإنجاب، ولا ترغب في الحمل، لأي سبب، يرتبط في ذهنها لقاؤها بزوجها مع الحمل، فتنتقل كراهيتها للحمل إلى المعاشرة التي هي سبب فيه ومقدمة له .
وحتى ننتزع هذه الكراهية من نفس الزوجة؟ سنذكرها بهذه الحقائق الحمل والأولاد :
من الحلول المتبعة كثيراً لإيقاف الحمل أو تأجيله استخدام موانع الحمل المختلفة. وقد أجاز الفقهاء تأجيل الحمل ما دام الزوجان متفقين.. لمصلحة صحية أو غيرها .
الحمل مجلبة لصحة المرأة ووقاية لها من كثير من الأمراض. ولقد تعددت الدراسات الطبية التي أظهرت هذا وأكدته. وعليه فإن على المرأة أن تلغي نظرة الكراهية للحمل وتحل محلها نظرة الحب له والرغبة فيه .

الأولاد هم ثمرة الحمل. وحب الأم لأولادها يكاد لا يعدله حب بشري ومن ثم فيحسن أن ينتقل حب الأم لأولادها إلى حب الحمل، ثم إلى حب ما هو سبب في هذا الحمل.. وهو لقاؤها بزوجها .

اكتشفت الدكتورة ديبرا امبيرسون الأستاذة المساعدة لعلم الاجتماع أن الزوجين اللذين لهما أبناء يافعون في المنزل.. هم أقل من غيرهم تعرضاً لإدمان المخدرات والكحول وغيرها من العادات غير الصحية .
وتفسر هذا بقولها : إن مسؤوليات الأبوة والأمومة تحفظهما من ممارسة ما هو غير صحي.. لأنهما يريدان أن يكونا قدوة حسنة لأطفالهما من ناحية..كما أنهما يحافظان على صحتهما حتى يقوما بتربية هؤلاء الأطفال من ناحية أخرى.
إدراك هذه الحقيقة قد يساعد المرأة أيضاً على عدم كراهية الحمل الذي يثمر هؤلاء الأطفال الذين يكونون سبباً في صحة أبويهما.
قبل ما سبق كله يأتي الإيمان بأن كل نسمة قدر لها الله سبحانه أن تخلق فلا بد أن تخلق، خشينا الحمل أم لم نخشه، حاولنا منعه أم لم نحاول. ولعل الأخت القارئة تعرف حالات حمل كثيرة تمت رغم الالتزام بموانع الحمل، أو تأخر إنجاب، أو عقم لا علاج له، مع رغبة ملحة من الأبوين في الإنجاب.

هذا الإيمان يجعل الزوجة مطمئنة راضية فلا تنظر- من ثم- إلى المعاشرة على أنها السبب الحقيقي للحمل.. الذي لا يتم إلا بإذنه تعالى .
لعل هذا كله يساعد الزوجة على أن تَفْصِل في عقلها الباطن، أو ما يسمونه ب "اللاشعور" بين المعاشرة والحمل، ومن ثم تلغي مشاعر الخشية أو الكراهية تجاه الحمل.. وتجاه المعاشرة في الوقت نفسه .

صحتك وصحته في استجابتك له

إذا كنت تحرصين على صحة زوجك، ولا ترتاحين حين ترينه مريضاً فاعلمي أنك بعدم استجابتك له؛ توفرين فرصاً كثيرة لمرضه، وتسهمين في إضعاف جهاز المناعة لديه .
الدكتورة جودي جيلي المحاضرة في المستشفى الملكي الحر في لندن؛ تعتقد أن هناك قدراً كبيراً من المعاناة الجسمية ناشئ عن الأصل النفسي؛ مثل الشعور العام بالتعب، والانحطاط الجسدي، وآلام المفاصل، والاضطرابات الجلدية .

وتضيف: من الثابت علمياً أن الآلام النفسية تضعف جهاز المناعة وتحدث تغييرات هرمونية في الجسم .

وبالرغم من اعترافها بأهمية العلاقات الأخرى في حياة المرأة، مثل علاقتها بأولادها وأهلها وأهل زوجها وصديقاتها، تعتقد د. جيلي أن أهم علاقة إنسانية في حياة المرأة والرجل على السواء هي العلاقة الجنسية الحميمة بين الزوجين. وترى أن نوعية العلاقة الجنسية بين أي زوجين هي انعكاس لنوعية العلاقة الكلية بينهما وتقول: تحتل العلاقة الجنسية بين الزوجين المكانة الأولى من حيث تأثيرها وأهميتها على العلاقة الزوجية. وحتى في حالات فشل أحد الزوجين في نشاطاته الأخر كالعمل، أو حتى لو انقطعت وسائل الحوار بين الزوجين، تظل العلاقة الخاصة بينهما مصداً جيداً للإشباع والحميمية والشعور بالمحبة والقيمة الذاتية. وتؤكد هذا الكلام باحثة أخرى هي الدكتورة الفيز كريستوفر التي تدير عيادة للمشكلات الجنسية في شمال ميدل ايسكس في بريطانيا فتقول: إن المشكلات الجنسية والعاطفية تسهم، وإلى حد بعيد، في إصابة الرجل بقرحة المعدة، وآلام الصدر ، وارتفاع ضغط الدم. كما تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، وضعف مقاومة الأمراض المعدية، والاضطرابات المعوية لدى الرجال والنساء على السواء .

ومن أكثر الحالات المرضية التي تشكو منها النساء- بتزايد مستمر دون وجود أعراض بدنية واضحة؛ آلام في منقطة الحوض، وتتساءل د. جيلي عما إذا كانت هذه الآلام نوعاً من رفض المرأة، دون وعيها، للعلاقة... أو أنها تعبير عن حالة قلق دفين.

وتؤكد الوقائع والأرقام ما ذكرناه ، فهاهي عالمة الاجتماع جيسي بيرنارد من جامعة بيل في نيويورك تقول في دراستها الكبيرة "مستقبل الزواج ": للزواج فوائد كثيرة للرجل.. إذ تبين الأرقام أن حالات الانتحار بين العزاب هي ضعفها بين المتزوجين . كذلك فإن حالات الانتحار بين النساء غير المتزوجات هي ضعف حالات الانتحار بين المتزوجات .
وتفسر هذا الدكتورة سالي ماكينتاير مديرة البحوث الطبية في غلاسكو فتقول: يشكل الزواج للرجال ملجأ أمان عاطفي، ومصدراً للدعم المادي والمعنوي، مما يرفع من مستوى صحتهم العقلية والجسمية .

وتدعم الأرقام هذه الاستنتاجات بشكل لا يدعو للشك، فالإحصائيات تقول إن نسبة الإصابة بأمراض السرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، وتليف الكبد، والالتهاب الرئوي، بين غير المتزوجين، تعادل ستة أضعاف نسبة إصابة المتزوجين بها .

ونقلت وكالة أنباء رويتر أن أفضل علاج ظهر في عام 1995 للتخلص من القلق هو معاشرة الرجل زوجته.. وفقأ لما أوردته مجلة "منزهيلث" (صحة الرجال) التي قالت : إن نتائج الأبحاث تشير إلى أن المعاشرة المنتظمة لا تخفف من الإجهاد فحسب، بل إنها تطيل العمر أيضاً

وهكذا، أختي الزوجة، إذا كنت تريدين أن يمرض زوجك.. فامتنعي منه.. أما إذا كنت تريدينه أن يستمر صحيحاً عافى، ينفق عليك ويرعاك،فلا تتأبي عليه، واستجيبي له.. لتسعدي ويسعد معك .

معالجة الارتفاع النفسي

- تغفل عن أن استجابتها أهم من زيارتها أو استقبالها زائراتها .
- حديث النبي صلى الله عليه وسلم ألغى ارتفاع الزمان والمكان.. والنفس !!
لعل من أشد الحالات التي تجد المرأة فيها نفسها متأبية على زوجها، غير مستعدة للاستجابة له؛ حالها وقد أكملت لباسها وزينتها لاستقبال زائرات لها من صديقات أو قريبات أو جارات، أو اكتمال استعدادها لقيامها هي بزيارة لإحدى هؤلاء .

وقد تستنكر على زوجها رغبته هذه أشد الاستنكار، وترفضها كل الرفض،ولا تجد مبرراً أو منطقاً أو وجهاً لقبولها.
وتنسى الزوجة أن زوجها المسكين قلما يراها في مثل هذه الزينة؛ فهي لا تضعها إلا في مثل هذه الحالة، حالة كونها زائرة أو مزورة، ونادر؛ ما تضعها لزوجها نفسه، بل لعلها ما عادت تضعها له منذ أن انقضت أشهر الزواج الأولى التي مضت وولت .
فحين يراها زوجها في هذه الزينة؛ تهفو إليها نفسه، وتشتد فيها رغبته،لكنها تصده صدوداً، وترده رداً حازماً وشديداً، غير مكترثة بما ثار في نفسه من ميل إليها ورغبة فيها .
والزوجة تغفل عن أن استجابتها لزوجها أهم من زيارتها أو استقبالها زائراتها ؟ مهما استنكرت وتعجبت ورفضت .

وكأنما كان هذا الحديث للنبي صلى الله عليه وسلم فيها وفي أمثالها من الزوجات اللواتي يؤثرن إرضاء الزائرات أو المزورات على إرضاء الزوج، حين يصعب عليهن التخلي عما أنجزنه من زينة وما بذلن فيها من جهد ووقت.يقول صلى الله عليه وسلم: " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتجب وإن كانت على قتب " أي حتى ولو كانت على ظهر جمل .
ولا شك في أن المرأة، في ذاك الزمان، إذا ما صارت على ظهر الجمل، تكون قد أمضت وقتاً في ارتداء ثيابها، ووضع حجابها، وإكمال زينتها إذا كانت قد تزينت تحت حجابها، وبذلت جهداً في ركوب الجمل وارتقاء ظهره... ومع كله فإن عليها النزول من جديد، والعودة إلى البيت، إذا ما دعاها زوجها لحاجته .

إنه تعبير بليغ، يصور أدق تصوير وضعاً أصبح فيه صعباً على المرأة تركه من أجل تلبية حاجة زوجها إليها، وإنما كان هذا التعبير البليغ، من النبي الحكيم لبيان مدى أهمية استجابة المرأة لزوجها، وأنه لا يمنع منها أي مانع نفسي أو مكاني أو زمني .

أجل؛ فالمانع النفسي هنا هو نزول المرأة من ظهر الجمل العالي المرتفع.. لتخضع لرغبة زوجها، وكأنما هذا المكان العالي المرتفع يرمز إلى نفسها المتعالية المترفعة على زوجها .

والمانع المكاني هو انتقالها من ظهر الجمل خارج البيت.. إلى الفراش داخل البيت .

والمانع الزماني هو إلغاء كل الوقت الذي أمضته المرأة في استعدادها للخروج من البيت وارتقاء ظهر الجمل... وتمضية وقت جديد من أجل الخروج ثانية ثم ارتقاء ظهر الجمل مرة أخرى .

إنها بلاغة النبوة، وإعجاز الرسالة، ودقة التعبير وغنى دلالاته في علاج امتناع الزوجة من زوجها .
"وإن كانت على ظهر قتب ": خمس كلمات عالجت ثلاثة ارتفاعات لدى المرأة؟ ارتفاع النفس، وارتفاع المكان، وارتفاع الزمان .
ليس لزوجة، بعد هذا الحديث، أن تتعلل بأي عفة، أو تعتذر بأي عذر وقتي أو مكاني أو نفسي، إذا كانت حريصة على طاعة النبي صلى الله عليه وسلم .

بعد أن امتنعت سعاد من زوجها
رفع كل من في قاعة الشركة عينيه إليها حين سمع وقع أقدامها وهي تطرق بكعب حذائها العالي في الأرض. وزاد عطرها القوي الفواح النفوس إثارة وانتباها .
تكشفها وتبرجها شدا العيون إليها، وحرك هذا كله كوامن الشهوة في النفس . لا حول ولا قوة إلا بالله .
أنزلت بصري عنها وأنا أستغفر الله العظيم. ما هذا العري الفاضح !قال أحدهم إنها صحفية أجنبية تريد إجراء حوار مع رئيس مجلس إدارة الشركة .
حاولت استعادة تركيزي في عملي فأخفقت. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. ماذا فعلت بي هذه المرأة !
"لكن الحق كله عليك يا سعاد". وجدت نفسي أردد هذه العبارة وأنا أتذكر زوجتي سعاد وقد أبت تلبية دعوتي إلى معاشرتها ليلة البارحة، لو أنها أتت ولبت دعوتي ولم تمتنع علي.. لما أثارت هذه الصحفية في نفسي ما أثارت من ضيق ، ولما تعطل عملي الآن. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وصف الزواج بأنه أغض للبصر وأحصن للفرج. وأحسب أن زوجتي مسؤولة عن نظري الآثم إلى هذه الصحفية أو.... أستغفر الله، أستغفر الله .
أجل أجل. زوجتي مسؤولة. تشاركني في المسؤولية على الأقل. تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتفق عليه: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها.. لعنتها الملائكة حتى تصبح ". أي والله لقد بت غضبان عليها. وأنا الآن أشد غضباً. لو أنها أجابتني ولم تأب علي لو.. لو.. آه إن "لو" تفتح عمل الشيطان. لكن سعاد تبقى مسؤولة .

والآن ماذا أفعل؟! كيف أتخلص من هذه الغريزة الهائجة في نفسي؟ لا حل سوى ما نصح به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم: "إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في نفسه، فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد من نفسه " رواه مسلم .

صدقت يا حبيبي يا رسول الله. هذا هو الحل. وإلا فإن يوم عمل سيضيع ولن أنجح في إنجاز معاملات الناس الذين ينتظرونها .

مددت يدي إلى جهاز الهاتف لأتصل بزوجتي وأخبرها بأني سأمر بها بعد قليل. في اللحظة نفسها كانت يد الحاج محمود تمتد بفنجان القهوة ليضعها على مكتبي، فاصطدمت اليدان. سقط الفنجان على المكتب وانسكبت القهوة السوداء فوق المعاملات، ووجدت نفسي أصرخ في العم محمود: أين عقلك؟ ألا ترى أمامك؟ انظر ماذا فعلت بمعاملات الناس !
صعق عم محمود مق ثورتي وفوجئ بها أكثر مما فوجئ بانسكاب القهوة على المكتب؛ فلقد عرفني هادئاً دمثاً حليماً واسع الصدر. ولكن هل تركت سعاد في الصدر سعة بعد أن امتنعت مني البارحة .

هذا أيضاً أنت مسؤولة عنه يا سعاد. أنت التي جعلتني أفقد أعصابي وأنفجر بهذا الغضب في وجه محمود المسكين. لو أنك أطعتني البارحة... بل أطعت الرسول صلى الله عليه وسلم حين أمرك وأمر كل زوجة بأن تجيب دعوة زوجها إلى فراشه.. لو أنك أطعته لما فقدت أعصابي؛ بل لما انسكب فنجان القهوة بسبب يدي التي امتدت لتتصل بك .

أسرع العم محمود بإحضار قطعة قماش سميكة وصار يجفف بها القهوة المسكوبة فوق معاملات الزبائن وهو يعتذر بشدة: سامحني يا أستاذ سالم.. والله لم أكن منتبهاً.. قطعت يدي .

آلمتني دعوة العم محمود على نفسه، فقلت: بل سلمت يدك يا عم محمود الحق ليس عليك الحق كله عليها هي !
قال : هي من يا أستاذ سالم ؟
انتبهت إلى نفسي: القهوة.. القهوة. ألا يكفي ضررها على الصحة حتى يصل إلى معاملات الزبائن.
ابتسم العم محمود ضاحكاً. وسررت أني وفقت في تدارك إساءتي إليه.
قال: ولكن معاملات الزبائن.. كيف ستفعل بها يا أستاذ؟
قلت: سأحملها معي إلى البيت لتعيد كتابتها هي.. لأنها هي المسؤولة.
قال: هي من يا أستاذ سالم؟

وشعرت بالحرج من جديد، لكني قلت: يدي.. يدي التي دفعت القهوة.
هي ستكتب هذه المعاملات من جديد.
ضحك العم محمود ضحكة طمأنتني إلى أنه أصبح راضياً كل الرضى.
الحمد لله على أن وفقني إلى أن أمسح ما آذيته به من كلمات. ولكن من يمسحها من السجل الذي يكتب فيه الملك كل ما ألفظ من قول؟ كله منك يا سعاد قطع علي حبل أفكاري أحد المراجعين يسأل عن معاملته.
قلت: تعال غداً.

قال: ولكنك قلت لي هذا يوم أمس.
قلت: أنت على حق ولكن...
عندها وقعت عينا المراجع على المعاملات المتسخة بالقهوة وقد لمح معاملته من بينها .
صاح: هذه معاملتي يا أستاذ.. ماذا فعلتم بها؟ من المسؤول عن هذا؟!
قلت أهدئه: هون عليك هون عليك، سنتدارك الأمر. سنصحح كل شيء.
عد غداً وستجد معاملتك منجزة إن شاء الله.
لا أدري كيف نجحت في إقناعه وتطمينه. حسبي الله ونعم الوكيل. الله يصلحك يا سعاد. ماذا فعلت بي! اللهم أعن على أن يمضي هذا اليوم بخير.
لعل الأخت القارئة كانت تبتسم وهي تقرأ هذا الحوار الذي هو أشبه بقصة قصيرة. لكن هذا الابتسام لم يكن هدفي من حكاية هذه الأقصوصة . كان هدفي التنبيه على الآثار السلبية الكثيرة التي يسببها امتناع الزوجة من زوجها ، ومحاولة إشعارها بخطورة هذا الامتناع، ودعوتها إلى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أمرها بالاستجابة إلى زوجها في هذا الأمر .

ولنتأمل معاً، أختي الفاضلة الآثار الضارة التي ترتبت على عدم استجابة سعاد لزوجها :
لقد اكتسب الزوج إثماً بنظرته إلى تلك الصحفية الأجنبية. نظرته التي حركت في نفسه كوامن الشهوة التي لم تطفئها الزوجة لو كانت استجابت له .
أخفق في استعادة تركيزه في عمله، وتعطل- من ثم- إنجازه فيه، حينما ثار في نفس الزوج ما ثار. ولو حدث هذا مع عشرات آلاف الموظفين،بسبب امتناع زوجاتهم منهم، لأدركنا مقدار العمل الذي سيتعطل في دوائر ومؤسسات وشركات كثيرة .
معاملات آلاف الناس ستتعطل بسبب ضعف إنتاج الموظفين الذين جاؤوا إلى أعمالهم وهم يحملون في أنفسهم ضغط الغريزة التي لم تلب. وتعطل معاملات الناس يعني تعطل مصالحهم وأعمالهم إن كثيراً من غضب الرجال إنما هو تفريغ أو تنفيس لضيق مكتوم في نفوسهم من زوجاتهم .لقد لاحظناه وهو الحليم يصرخ في العم محمود: "أين عقلك؟ ألا ترى أمامك؟ " ويجرح نفسه ويحزن قلبه ويكدر خاطره .
توتر الأعصاب وضيق الصدر ينعكسان أيضاً على تعامل الموظف وسلوكه، وذلك كما عبر عنه صاحبنا بقوله ".. ولكن هل تركت سعاد في الصدر بعد أن امتنعت مني البارحة"...

لقد لاحظناه وهو الحليم يصرخ في العم محمود: "أين عقلك؟ ألا ترى أمامك؟ " ويجرح نفسه ويحزن قلبه ويكدر خاطره.
إن كثيراً من غضب الرجال إنما هو تفريغ أو تنفيس لضيق مكتوم في نفوسهم من زوجاتهم.
حين يحرم الطفل من كل لعب ‍‍!
أراد الطفل، ابن العاشرة، الخروج من البيت، ليلعب بالكرة، مع أبناء الجيران، لكن والده منعه من الخروج .
كانت الأم تراقب طفلها الذي جلس حزيناً بعد أن منعه والده من الخروج، متعاطفة معه، متأثرة لتأثره .
بعد دقائق قام الطفل ليلعب بإحدى ألعاب الكمبيوتر التي أحضرها له والده، لكنه ما إن قعد أمام الكمبيوتر حتى قال له أبوه: اترك الكمبيوتر يا بني وعد إلى مكانك .

قام الطفل محبطاً، وعاد إلى حيث كان جالساً، وأمه تكتم حزنها عليه في نفسها، وتقاوم رغبة جامحة في نفسها بالاعتراض على ما يقوم به زوجها. أرادت الأم الحزينة أن تلجأ إلى حل توفيقي ترضي فيه ابنها ولا تخالف به زوجها فقالت لولدها: قم يا بني والعب مع أخيك الصغير . ما كادت الأم تنهي عبارتها حتى صاح زوجها في ولده: الزم مكانك .
هنا انفجرت الزوجة صارخة: ما هذا؟ لا تريده أن يلعب مع أبناء الجيران، وتمنعه من اللعب بالكمبيوتر، وتأبى حتى لعبه مع أخيه الصغير !!
وكأنما كان الزوج ينتظر انطلاق هذه الكلمات من فم زوجته لينظر في عينيها قليلاً، ثم يلتفت إلى ابنه في حنان قائلاً: أنت يا بني فتى مطيع، بارك الله فيك، تستطيع أن تذهب إلى ساحة العمارة لتلعب بالكرة مع رفاقك
قام الطفل فرحاً مسروراً نشطاً.. وانطلق يقفز الدرجات. نظر الزوج إلى زوجته وقال: أتراني كنت مخطئاً ؟

ردت الزوجة على الفور: بلا شك. كنت تغلق أمامه كل شيء! وتمنعه من أي لعب، ماذا تريده أن يفعل ؟!

قال الزوج: هذا ما أردت أن أسألك: ماذا تريدينني أن أفعل؟
عقدت الدهشة لسان الزوجة، ولم تفهم ماذا أراد زوجها بعبارته هذه. واصل الزوج حديثه وهو ينظر في زوجته متأثراً: هذا ما كنت تفعلينه بي ! هذا ما كنت تمنعينه مني !

صرخت الزوجة : هل جننت ؟. منعتك من ماذا ؟
قال الزوج : منعتني من نفسك !
ردت الزوجة وقد بدأت تفهم مراد زوجها: أوه.. ما شأن هذا بذاك ؟
قال الزوج: ما توعد الإسلام الزوجة التي تمتنع من زوجها إلا لأنه منعه من جميع اللهو مع غيرها، وحزمه عليه، وشدد في عقابه عليه ! أنسيت أن الرجم الموت هو عقاب الزوج الزاني ؟ردت الزوجة : لكن الإسلام أباح للرجل الزواج بأكثر من واحدة.
قال الزوج : ها أنت قلتها بلسانك: أباح له الزواج بأكثر من واحدة.
الزوجة : أتهددني بالزواج علي؟!
الزوج : أنت تدفعينني إليه دفعاً!
الزوجة :......
الزوج : لقد تعاطفت مع ولدنا حين منعته من أي لهو ولعب، وعليك أن تتعاطفي معي وأنت تعلمين أن الإسلام لم يبح لي اللهو إلا معك أنت.
الزوجة :......
الزوج : أنت لا ترضين أن أذهب مع امرأة كيرك لألهو معها (ولا أرضى هذا أنا أيضاً) ولا ترضين أن أتزوج غيرك، وتمتنعين مني إذا ما دعوتك إلى حاجتي... أفلا تفعلين بي مثلما كنت أفعله مع طفلنا؟! وإذا كنت استنكرت علي منعي ابننا من كل لعب.. فعليك أن تستنكري على نفسك امتناعك عني .

عزيزتي الزوجة الممتنعة

لعل هذا الزوج نجح في ضرب مثل واقعي عاشته زوجته بنفسها، حين جعلها تتعاطف مع ولدها الذي منعه أبوه من كل لعب، ليجعلها تدرك أنها تفعل الشيء نفسه معه حين تمنعه من إرواء شمهوته، الذي لا يمكن أن يتم إلا معها، إذا كانت ترفض انحرافه أو زواجه من أخرى .
تذكري هذا جيداً وأنت تمتنعين من زوجك، تذكري أنك تحاصرينه! إنك تغلقين في وجهه الباب الوحيد الذي لا ترضين من زوجك أن يطرق غيره!
امتناع زوجة جعل زوجها مجرماً
هبت زوجة رجل يواجه تهمة ارتكاب 37 جريمة اغتصاب لنجدته بشهادتها أمام محكمة الجنايات في "اكس آن بروفانس"؛ حيث أوضحت أن انحراف زوجها يعود إلى عدم قدرتها على تلبية رغبته في معاشرتها معاشرة الأزواج.

وقالت آن ماري زوجة المتهم آلان غارسيا: "إنه لم يتزوج من المرأة التي كان يجب أن يتزوجها" في شهادة منها على أنها لم تكن تصلح زوجة له.
وقد أدلت بشهادتها وهي تضع نظارة سوداء لتغطي عينيها، وبدا عليها الحرج الكبير عند حديثها عن ندرة استجابتها لزوجها حين يرغب في معاشرتها. وأضافت أنها كانت مريضة، وأنها كانت تشعر بنوع من الاشمئزاز وقالت:إن ممارسة الجنس شيء لم أستطع يوماً تحمله .
وقالت اختصاصية علم النفس نويل ماجو فولان إن ماري شعرت بالذنب واعتقدت أنها تسببت في تأجيج النزعة الشريرة لزوجها بسبب امتناعها منه. وأشارت فولان إلى أن المتهم بعد ارتكابه جريمة الاغتصاب كان يشعر بتأنيب الضمير؟ فكان يبكي ويشعر برغبة في التقيؤ .

أليست شهواته التي كانت الزوجة ترفض تلبيتها هي التي تدفعه إلى اغتصاب النساء الأخريات ؟ألم يكن واضحاً أن امتناع الزوجة من زوجها كان وراء ارتكابه نحو مائة جريمة اغتصاب ؟!

لم تنكر الزوجة أن امتناعها من زوجها هو الدافع الرئيسي، إن لم يكن الوحيد، لارتكاب زوجها هذه الجرائم المائة الخطيرة؛ بل إنها هي التي شهدت بذلك في قاعة المحكمة التي يحاكم فيها زوجها.
إن جريمة واحدة، من هذه الجرائم المائة، تكفي لبيان ضرر هذا الامتناع،وأذاه الكبير؛ اللذين يلحقان بامرأة أخرى؛ فكيف وقد لحقا بمائة من النساء .

مائة من النساء اللواتي يفترض أنهن يعشن آمنات في بيوتهن، يتسلق هذا الزوج جدران مبانيهن، أو المباني المحيطة، ليقتحم عليهن بيوتهن، ويستغل عيشهن وحيدات؛ فيغتصبهن .
هذا الزوج مجرم. نعم. ولكن من كان سبب ارتكابه جرائمه تلك؟ أليست زوجته الممتنعة منه ؟

فيا أيتها الزوجة ؛ لا تنظري إلى تلبية دعوة زوجك إلى فراشه على أنها دعوة إلى المتعة المجردة.. بل انظري إليها على أنها تحرره من شهوة جامحة قد تدفعه إلى انحراف أو جريمة .

لعل ما سبق يظهر حكمة الإسلام العظيم في التشديد على الزوجات الممتنعات من أزواجهن؛ فيكن، بامتناعهن، السبب في ارتكاب أزواجهن أخطاء وانحرافات، وأحياناً جرائم بشعة مثل تلك التي ارتكبها ذاك الزوج .
ويذكر أن القضاء وجه إلى غاريا تهمة اغتصاب عشرات النساء الوحيدات اللاتي كان يعتدي عليهن في منازلهن بعد تسلق الجدران المحيطة بالمباني ليلاً. و اعتقاله اعترف بأنه ارتكب نحو 100 اعتداء جنسي في الفترة بين عامي 1970 إلى 988 1 غير أنه لن يحاكم إلا على 37 منها نظراً لأن الدعاوى الأخرى سقطت بمرور الزمن (التقادم) .
ألم يكن واضحاً أن امتناع الزوجة من زوجها كان وراء ارتكابه نحو مائة جريمة اغتصاب؟!

لم تنكر الزوجة أن امتناعها من زوجها هو الدافع الرئيسي، إن لم يكن الوحيد، لارتكاب زوجها هذه الجرائم المائة الخطيرة؛ بل إنها هي التي شهدت بذلك في قاعة المحكمة التي يحاكم فيها زوجها.
إن جريمة واحدة، من هذه الجرائم المائة، تكفي لبيان ضرر هذا الامتناع،وأذاه الكبير؛ اللذين يلحقان بامرأة أخرى؛ فكيف وقد لحقا بمائة من النساء .
مائة من النساء اللواتي يفترض أنهن يعشن آمنات في بيوتهن، يتسلق هذا الزوج جدران مبانيهن، أو المباني المحيطة، ليقتحم عليهن بيوتهن، ويستغل عيشهن وحيدات؛ فيغتصبهن .
هذا الزوج مجرم. نعم. ولكن من كان سبب ارتكابه جرائمه تلك؟ أليست زوجته الممتنعة منه؟ أليست شهواته التي كانت الزوجة ترفض تلبيتها هي التي تدفعه إلى اغتصاب النساء الأخريات ؟لعل ما سبق يظهر حكمة الإسلام العظيم في التشديد على الزوجات الممتنعات من أزواجهن؛ فيكن، بامتناعهن، السبب في ارتكاب أزواجهن أخطاء وانحرافات، وأحياناً جرائم بشعة مثل تلك التي ارتكبها ذاك الزوج .
فيا أيتها الزوجة؛ لا تنظري إلى تلبية دعوة زوجك إلى فراشه على أنها دعوة إلى المتعة المجردة.. بل انظري إليها على أنها تحرره من شهوة جامحة قد تدفعه إلى انحراف أو جريمة .

أسرار ينبغي أن تعرفها كل امرأة
في نيويورك صدر كتاب عنوانه " أسرار عن الرجال ينبغي أن تعرفها كل امرأة" لمؤلفته"باربا دي انجيليس .
تناول الكتاب بعض النقاط التي لم تكن تفطن إليها المرأة في علاقتها بزوجها .

تقول المؤلفة في مقدمة كتابها "عملت سنوات طويلة في مجال الاستشارات النفسية للأزواج، واستطعت أن أعالج الآلاف بعد تشخيص حالاتهم والإلمام بظروف علاقاتهم ".
وأضافت أنها اكتسبت معرفة لا تقدر بمال إزاء طريقة تصرف الأزواج مع زوجاتهم، خاصة فيما يتعلق بالمعاشرة، ولهذا فهي تريد أن تشرك غيرها من الزوجات في معرفة هذه الأسرار، والاستفادة من هذه المعرفة في تحديد طريقة التعامل مع الزوج .
وقالت المؤلفة إنها لا تبالغ في القول بأن كشف هذه الأسرار واطلاع الزوجة عليها يمكن أن يؤدي إلى تغيير حياتها نحو الأفضل .
ولقد جعلت المؤلفة فصلها الأول حول "رفض المعاشرة" وقالت فيه: يشعر الرجل بأن امتناع الزوجة من المعاشرة دليل على أنها ترفضه، فالجنس عند عامة الرجال، وسيلة لتقديم أنفسهم على المستويين الشعوري والجسدي، فإذا أعرب الزوج عن رغبته في المعاشرة فهو يقول على المستوى اللاشعوري :(من فضلك اقبليني) ، فإذا رفضت الزوجة طلبه فإنه لا يأخذ قولها "إنني متعبة أو"ليس الآن " بالمعنى الحرفي، وإنما يفهم منه أنها لا تحبه، أو كأنها تقول له : لا أريدك، فأنت إنسان غير مرغوب .
فإذا تكرر امتناع الزوجة مرات عدة فإن زوجها سيتوقف عن المراودة.وقد يجد لنفسه متنفساً آخر ساعياً إلى من يستطيع قبوله خارج نطاق الزواج، وهذا هو الانحراف بعينه .
ولهذا تنصح المؤلفة الزوجات بعدم رفض المراودة من الأزواج، وهذا لا يعني أنه لا يمكنها أن تقول "لا" حين تكون مريضة أو متعبة جداً، وإنما عليها أن تفهم حساسية الزوج كأن تقول له: "إني أحبك، لكنني أشعر بالإرهاق والتوتر بسبب العمل، ولن أستطيع تلبية رغبتك بطريقة مرضية الآن ".
بعبارة أخرى، كما تقول المؤلفة، إنه إذا لم تكن الزوجة مهيأة للمعاشرة نفسياً فإن في إمكانها أن تقول: "لا" للمعاشرة، و"نعم " للحب، فهذا الرد لا يؤذي الزوج.. ومن يدري.. فبعد تبادل العواطف الهادئة والحنان الدافئ معاً.. قد تتهيأ الزوجة نفسياً للعلاقة الحميمة .
وتنصح المؤلفة الزوجة بأن تكون أكثر تفتحاً، وأن تقوم هي أحياناً بالمبادرة، فالرجل يحب ذلك. ثم إن الرجل إذا بدأ بالمبادرة- كما يحدث في معظم الأحيان- فإنه يغامر باحتمال الرفض أو الصد ، لذلك يحب الزوج زوجته إذا شعر أنها مستجيبة له دائماً، وعندئذ تتعـلم المرأة أهمية الاستجابة لرجلها بأسلوب سلس يدل على الحب والإعزاز وتقدير المشاعر .
أختي الزوجة

هذه الشهادة العلمية الغربية النسائية تأتي لتوافق ما دعا الإسلام إليه الزوجات قبل أربعة عشر قرناً، بل أكثر، في الأحاديث النبوية الشريفة التي تقرأينها في صفحات أخرى من هذا الكتاب الصغير .
وإذا كان لنا أن نقف وقفات عاجلة؟ نلخص فيها النصائح التي توجهها مؤلفة الكتاب إلى بنات جنسها؛ فإننا نقول:
- تذكري، أختي الزوجة، أنه كثيراً ما يفهم زوجك رفضك للمعاشرة بأنه رفض له، لشخصه، وبأنك لا ترغبين فيه ولا تريدينه .
- تكرار رفضك سيصرف زوجك عن دعوتك إلى المعاشرة، وإذا كان مسلماً ملتزماً فإنه لن يجد متنفسه الآخر في الانحراف الذي أشارت إليه المؤلفة وإنما في السعي للزواج من أخرى .
- حين تكونين مريضة جداً، أو متعبة إلى درجة تجدين فيها استجابتك لزوجك صعبة جداً، فاحذري أن تصدي زوجك بجفاء إذا طلبك إلى فراشه واحرصي على أن تعتذري إليه في مودة وعطف وحب.
- اعلمي أن الزوج يحب أن تبادري أحياناً إلى دعوته إلى المعاشرة، ولو كانت دعوة غير مباشرة، والدعوات غير المباشرة لا تغيب عن المرأة وأنوثتها .
- الاستجابة المستمرة من الزوجة لزوجها تشعره بحبها له وإعزازها لشخصه وتقديرها لمشاعره .
النبي لا يعيب على صحابي اشتياقه إلى معاشرة زوجته
عن جابر بن عبدالله قال: قفلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة، فتعجلت على بعير لي قطوف، فلحقني راكب من خلفي، فنخس بعيري بعنزة كانت معه ، فانطلق بعيري كأجود ما أنت راء من الإبل، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما يعجلك ؟ قلت: كنت حديث عهد بعرس، قال : أبكراً أم ثيباً ؟ قلت: ثيباً. قال: فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك. قال: فلما ذهبنا لندخل قال: أمهلوا حتى تدخلوا ليلاً- أي عشاء- كي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة" أخرجه البخاري. في هذا الحديث النبوي الشريف الصحيح الذي أخرجه البخاري رحمه الله،لم يعب النبي صلى الله عليه وسلم على جابر بن عبدالله رضي الله عنه تعجله في العودة إلى زوجته، وتعبيره عن شوقه إليها وإلى معاشرتها، شوقه الذي عبر عنه جابر بأدب حين قال: "كنت حديث عهد بعرس "، وهو ما يعبر عنه الناس اليوم بـ"شهر العسل ".
ولقد وافقه النبي صلى الله عليه وسلم على شوقه هذا فسأله "أبكراً أم ثيباً؟ "
وحين أجاب جابر بأنها ثيب، قال النبي صلى الله عليه وسلم "فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك" مؤكداً على هذه المداعبة الحلال بين الزوج وزوجته، وشوق كل رجل إليها؛ بل ومرغباً فيها صلى الله عليه وسلم وحاضاً عليها بكلمة "هلا".
ثم نجده صلى الله عليه وسلم يدعو صحابته إلى أن يتمهلوا في الدخول على زوجاتهم؛ ليكن مستعدات لاستقبالهم، وهن في أحسن هيئة وحال، مؤكداً بهذا على أهمية لقاء الأزواج بزوجاتهم ولقائهن بهم .
أختي الزوجة ..
وهكذا تجدين كيف أن ما قد تنفرين منه، أو تزهدين فيه، أو تعيبينه في زوجك، إنما هو أساسي، وطبيعي، وفطري.
استجابات ورفض
صباح يوم الخميس، اليوم الذي تبدأ فيه العطلة الأسبوعية التي تستمر يومين، قالت لي زوجتي: البس ثيابك لنأخذ الأولاد إلى شاطئ البحر؟ فالجو اليوم جميل وهواؤه عليل .
وعلى الرغم من أنني كنت أعد نفسي لكتابة عدد من المقالات لعدد من المجلات التي ألتزم بالكتابة إليها، فإنني آثرت أن ألبي رغبة زوجتي:-حسن، ألبسي الأولاد وأعدي لهم ما يفطرون به .
ردت زوجتي على الفور: لن أعد لهم شيئاً؟ إنهم يحبون الفطائر التي تحضرها لهم من مطعم ((....))
قلت: ولكني أخشى أن لا يفتح في الصباح.
قالت: سنجد مطعماً غيره.
وافقت زوجتي، واصطحبنا الأطفال إلى شاطئ البحر بعد أن مررنا بالمطعم الذي يحبون الفطائر التي يصنعها فوجدناه مغلقاً، فتوجهنا إلى مطعم آخر فوجدناه مغلقاً كذلك، ثم ظفرنا بمخبز يصنع فطائر بالزعتر اشترينا منه حاجتنا.
كانت سويعات جميلة على شاطئ البحر، ركض فيها أطفالنا ولعبوا حتى وأبدوا رغبتهم في العودة إلى البيت.
بعد أن صرنا في السيارة؟ أدرت محركها وأنا أقول: والآن إلى البيت. لكن زوجتي قالت: لا، خذنا إلى السوق، سأشتري بعض الهدايا قبل سفرنا إلى البلد. قلت: ما رأيك لو نرتاح قليلاً في البيت، ويغسل الأطفال آثار الرمال وآثار لهوهم على شاطئ البحر...؟
ردت: لا، لا. إذا فعلنا هذا استرخينا وتكاسلنا.
صحت بصوت تملؤه الحماسة: والآن إلى السوق.
لم أرد أي رغبة في الشراء أبدتها زوجتي. اشتريت لها جميع ما اشتهته وأعجبها ورغبت فيه.
أنهينا التسوق والساعة قد تجاوزت الثانية عشرة والنصف ظهراً، وتوجهنا إلى البيت أخيراً، نحمل ما تسوقته زوجتي من هدايا لأهلها وصديقاتها في بلدنا.
ما إن دخلنا البيت وبدأت بخلع ثيابي استعداداً لنوم قيلولة قصير حتى صاحت زوجتي: انتظر.. نريد تناول طعام الغداء في أحد المطاعم.
حاولت التأجيل متلطفاً: ما زال في الوقت فسحة.. ونوم سويعة لن يؤخرنا عن طعام الغداء.
ردت: اليوم خميس.. ستزدحم المطاعم وسيتأخرون في إحضار الوجبات..يجب أن نخرج مبكرين.
استجبت لها، وأوقفت خلع ثيابي، وجلست أشغل نفسي بمطالعة كتاب تناولته من المكتبة.
مضت ساعة، بل ساعة ونصف الساعة، حتى أنهت زوجتي استعدادها مع أطفالها.
قلت في نفسي: ماذا كنت تخسرين لو تركتني أرتاح قليلاً في يوم العطلة هذا.. لأستعيد نشاطي قبل أن نتوجه إلى المطعم؟!
ابتسمت في وجه زوجتي، ولم أبد لها ما ثار في نفسي من عتب عليها.
أنساني تعبي السعادة التي كانت ظاهرة على وجوه زوجتي وأطفالنا يتناولون طعامهم بحماسة واستمتاع واضحين.
أوصلت زوجتي وأطفالنا إلى البيت وأنا أقول لزوجتي: أصلي العصر في المسجد و..
وعندها فقدت حلمي وصحت: أما تخجلين؟ منذ الصباح وأنا ألبي كل ما تطلبينه، مهما كلفني من جهد ووقت ومال، ولا أرد لك طلباً، والآن، حين أردت حقي الشرعي، تأبين وتمتنعين... إذا لم تخجلي مني.. فاخجلي واستحي من الله سبحانه!!!
قلت: خير إن شاء الله.. ما عندك؟
قلت: سنزور بيت صديقك عامر.
قلت: نزورهم بعد العصر أم بعد المغرب؟
قالت: بل بعد العصر!
قلت: سأصلي العصر وأعود إن شاء الله.
قاطعتني: لا تذهب إلى أي مكان بعد العصر.. عد إلى البيت فور انقضاء الصلاة.
عدنا من زيارة بيت صديقي، وفي الطريق طلبت زوجتي أن أشتري "سندويشات الشاروما".
استجبت لها وتناول الأبناء طعامهم في السيارة. كان النعاس يغلبهم وقد صاروا في البيت ولبسوا ثياب النوم، ولم يلبثوا طويلاً حتى صاروا يخلدون إلى نوم عميق.
اقتربت من زوجتي ووضعت يدي على كتفها معبراً لها بلطف عن رغبتي في المعاشرة الزوجية.
لكني ما كدت أفعل ذلك حتى دفعت يدي بعيداً عنها وهي تصرخ: دعني.ابتعد عني. لا تلمسني. أنا في غاية التعب. منذ الصباح وأنا لم أهدأ. أريد أن أنام.
وعندها فقدت حلمي وصحت: أما تخجلين؟ منذ الصباح وأنا ألبي كل ما تطلبينه، مهما كلفني من جهد ووقت ومال، ولا أرد لك طلباً، والآن، حين أردت حقي الشرعي، تأبين وتمتنعين... إذا لم تخجلي مني.. فاخجلي واستحي من الله سبحانه !!!
وأخيراً.. إليك أنت عزيزي الزوج
عزيزي الزوج..
لقد وجهنا الرسائل السابقة كلها إلى الزوجة، نحثها على تلبيتك، والاستجابة إلى دعوتك، ونحذرها من عدم طاعتك، واحتقار رغبتك .
واسمح لنا الآن أن نوجه الرسالة الأخيرة إليك، فبعض أسباب انصراف زوجتك عنك.. وراءها أنت .
ما هي هذه الأسباب ؟
سنحاول أن نتعرف عليها ونناقشها، وذلك عبر الدراسة التي نشرت ملخصاً لها جريدة "الوطن " الكويتية في عددها الصادر في 31/ 3/1989. لنقرأ نص ما نشرته الجريدة :
"هو يريد وهي لا تريد".. حالة معروفة بين المتزوجين فالزوج يرغب.. بينما الزوجة لا تشعر برغبة في معظم الأحيان ، ما عدا أيام معدودة في الشهر وهي أيام الإخصاب، حيث تتهيأ للحمل فتشعر بالرغبة وتتجاوب مع الزوج، أما باقي أيام الشهر فبإمكانها الاستمرار دون رغبة ودون شعور بالكبت ولا الحرمان..أما الزوج فهو مستعد وراغب طوال أيام الشهر تقريبا .
وقد ساد الاعتقاد لفترة أن الهرمونات هي التي تتحكم برغبة المرأة وهذا يعني عدم وجود الرغبة لديها سوى أيام قليلة في الشهر. إلا أن أحدث دراسة حول اختلاف قوة الرغبة الجنسية عند الجنسين بينت أن السبب الحقيقي "للبرود" المؤقت الذي تظهره المرأة ليس الهرمونات، بل مشاعرها وعواطفها. فالمرأة ليست كالرجل لا تستطيع التجاوب إلا إذا كانت تحب زوجها وتشعر نحوه بالارتياح والمحبة .
أما الرجل فإن الجنس عنده حالة عضوية بحتة في معظم الأوقات، وغير مرتبطة بمشاعر الحب والقرب.. لذلك فإن أي شجار صغير أو سوء تفاهم، أو كلمة ليست في مكانها،كافية لإطفاء شعلة الرغبة عند الزوجة.. وما أكثر المشاجرات الزوجية، والكلمات الطائشة، والمواقف العدائية التي تحدث بين الزوجين .
فما هو الحل إذن ؟
يقول الخبراء: إن على الرجل إن أراد تجاوب زوجته أن يظهر لها حبه وحنانه قبل الاقتراب منها. وحبذا لو عمل على إصلاح الأمور بعد كل مشاجرة تفاديا لتراكم البرود والنفور فيما بعد".
انتهى ملخص الدراسة التي تشير بوضوح إلى سبب هام يغفل عنه كثير من الأزواج.
وأحب أن أذكر هنا مثلاً واقعياً على ما سبق، رواه أحد الأزواج الذين يعانون من قلة استجابة زوجاتهم لهم، يقول هذا الزوج :
توفي قريب لزوجتي، عزيز عليها، فقلت في نفسي: المصيبة الحقيقية حفت بي؟ إذ أن زوجتي تعرض عني، ولا تستجيب إلي ، قبل وفاة قريبها، فكيف بها الآن وهي شديدة الحزن عليه، مستمرة في البكاء عليه؟! ولكن المفاجأة كانت في استجابتها غير المتوقعة، في لين وتودد غير عاديين، وفي الليلة نفسها التي توفي في نهارها قريبها.
وصرت أبحث عن السر في هذه الاستجابة الرائعة ؟ أهو الموت ذكرها بالآخرة فجعلها تنقاد إلي ؟ استبعدت هذا السبب.
عندها أدركت أن قسوتي كانت تنفرها مني.. بينما العطف والمودة واللين تفتح قلبها لي، وتقربني منها، وترضيها عني.
ثم هداني الله إلى السر الحقيقي: لقد أظهرت عطفاً شديداً على زوجتي حين تلقت نبأ وفاة قريبها، وأبديت لها مودة عظيمة، وكنت طوال النهار أخفف عنها وأواسيها، وأذكرها بأن قريبها رجل صالح ، وقد انتقل إلى أرحم الراحمين.وكنت أطلب من أطفالنا ألا يزعجوها ولا يضايقوها لأن أمهم حزينة

عندها أدركت أن قسوتي كانت تنفرها مني.. بينما العطف والمودة واللين تفتح قلبها لي، وتقربني منها، وترضيها عني.


::

اتمني تكون العبرة وصلت للجميع الزوج و الزوجة علي حدة

::

تمنياتي لكم بحياة زوجية سعيدة :)

وادعو الله لكل الشباب والفتيات بالزواج الصالح  , زوجة صالحة و زوج صالح ان شاء الله :)
//

مهمتنا : الرقي بالمجتمع الإسلامي في شتي مجالات الحياة وأهمها تطبيق تعاليم الإسلام الصحيح والسنة النبوية المشرفة

إذا عجبك الموضوع يرجي نشره :


 
Support : call us | call us | call us
copyright © 2014. موقع إجتماعي عام - جميع الحقوق محفوظة لموقعنا
Template Created by Creating Website Published by Mas Template
معرب بواسطة مدونة قوالب بلوغر العربية