.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
من منا لا تريد أن تنافس الرجال في كل عمل يعملونه من أجل الفردوس؟
نعلم أن الرجال قد فضلوا علينا بالجمعة،وصلاة الجماعة التي هي أفضل بـ27درجة، وبشهود الجنائز التي لا يخفى على مسلم أجرها العظيم..وبالجهاد في سبيل الله،،وأعظم به من عمل!!
ولكن،إن التفكر في الأدلة والأحاديث،والتأمل الطويل والعميق في مكانة المرأة في الإسلام،يجعلنا نبصر شيئا لم يكن في الحسبان..
أجل..من منا تشعر أن الله قد فضلها على الرجال؟؟
أوضح لكن الفكرة:عندك مبلغ مالي تودين إهداءه لأخت لك فماذا تقولين لها:أهديك-مثلا-مليونا ونصف أم نصفا ومليون؟؟
طبعا ومن البديهي أن تقولي أهديك مليونا ونصف،إذ تبدئين بالأكثر...!!
كذلك قال رب العزة: ((يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور))
أوليس هذا دليلا قرآنيا على تفضيل ربنا لنا-نحن معشر النساء-؟
وقبل أن أنتقل إلى الدليل من السنة المشرفة،أعرج على الأدلة العملية..
س-لماذا لم يفرض ربنا علينا صلاة الجماعة كما فرضها على الرجال؟
ج-طبعا، ليس ذلك سجنا لنا-معاذ الله-ولكن رحمة وشفقة بنا،إذ أن ذلك يجهدنا ويتعبنا..خصوصا إذا كان الجو ممطرا أو عاصفا !!
س-حسنا،فلماذا لم يفرض علينا ربنا جهاد الأعداء؟
ج- سبحان الله!!وهل طبيعتنا تسمح لنا بذلك؟ حقا،هناك من قد جاهدت من الصحابيات الجليلات أمثال أم عمارة وصفية رضوان الله عليهما..ولكن كان ذلك خرقا للقاعدة عند الحاجة الشديدة..
ولكن ربنا سبحانه وتعالى عوضنا بعمل يعدل كل ذلك..نعم،يعدل ذلك كله..فقد أخرج البيهقي في الشعب : أن أسماء بنت يزيد أتت النبي صلى الله عليه وسلم .. وهو بين أصحابه فقالت : بأبي أنت وأمي .. إني وافدة النساء إليك .. واعلم - نفسي لك الفداء - أما إنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب .. سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع .. إلا وهي على مثل رأيي ..
إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء .. فآمنا بك .. وبإلاهك الذي أرسلك .. وإنا معشر النساء محصورات مقصورات .. قواعد بيوتكم .. ومقضى شهواتكم .. وحاملات أولادكم ..
وإنكم معاشر الرجال .. فضلتم علينا بالجمعة والجماعات .. وعيادة المرضى .. وشهود الجنائز .. والحج بعد الحج .. وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله ..
وإن الرجل منكم إذا أخرج حاجاً أو معتمراً أو مجاهداً .. حفظنا أموالكم .. وغزلنا أثوابكم .. وربينا أولادكم ..
فما نشارككم في الأجر يا رسول الله ؟
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال : هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه ؟
قالوا : لا ..
فالتفت صلى الله عليه وسلم إليها ثم قال لها : انصرفي أيتها المرأة .. وأعلمي من خلفك من النساء .. أن حسن تبعل إحداكن لزوجها .. وطلبها مرضاته .. واتباعها موافقته .. تعدل ذلك كله ..
فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر .. فرحاً واستبشاراً ..
ويأتي سؤال آخر..فماذا تفعل من لم تتزوج بعد إن هي أرادت أن تبلغ تلك الأجور وأن تنافس الرجال إلى الفردوس الأعلى؟؟
هنا انبثقت بعض الأفكار التي ستساعدنا على ذلك-بفضل الله ومنه وكرمه-وذلك بالإحتساب..
أجل،احتساب وعمل ثم أجر وجزاء..بإذن الله تعالى..<< الاحتساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات هو البدار إلى طلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر، أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلباً للثواب المرجو منها>>
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنـه: "أيهـا النـاس،احتسبوا أعمـالكم، فـإن من احتسب عمله،كتب له أجر عمله وأجر حسبته"
فلنبدأ بالتفصيل في الأمر..
س-في الأسبوع الواحد،كم مرة تسرحين فيها شعرك وتمشطينه؟؟
على الأقل-إن كنت مفرطة-مرة أو مرتين..والأكثر لا حد له..فماذا تحتسبين في ذلك؟
ج1 –أحتسب... الجمال،الله يحب الجمال..وأحب أن يحبني ربي.....
ج2-وأحتسب إدخال السرور على نفسي،فانفسي علي حقا،وإدخال السرور من أشرف الأعمال.. -وأحتسب إظهار نعمة ربي علي،فالله سبحانه أمرنا بأن نحدث بنعمه،وتحدثا بنعمته أعتني بشعري..وأن لا أظهره أيضا إلا لمحارمي..
-.....جميل!...وماذا بعد؟..
س--وهل يوجد غير ذلك؟
ج-نعم يوجد أعظم من ذلك،احتسبي أجر أنك تحافظين على شعرك وجماله ورونقه من أجل زوجك المستقبلي حتى تتجملي به له وتحسني تبعلك لزوجك..
س-ماذا تحتسبين عندما تحافظين على حجابك؟
ج-كثيييييييييييييير...السمع والطاعة،العبادة،امتثال أمر الله ورسوله،نصرة الإسلام وقهر دعاة الرذيلة،صون المجتمع من الإختلاط والإنحطاط..نشر الفضيلة..إلخ.
...راائع،وهل في قاموسك أن تحتسبي كونك ممن أثنى عليهم الله تعالى بالحافظات للغيب،وأنك تحفظين نفسك لتكوني جوهرة مصونة لزوجك، لم تخدش حياءها أبدا ولو بحركة؟،و أنك تعفين نفسك ليعف زوجك-المجهول لحد الآن!!-إذ أنه "كما تدين تدان"..؟؟
س-طبعا،تحافظين على رشاقة جسمك..فماذا تحتسبين؟
ج-التحدث بالنعمة..والتجمل..و..و
أنا أخبرك،احتسبي أنك تحافظين على رشاقة جسمك من أجل زوجك،ومن أجل حسن التبعل له، ومن أجل أن تدخلي السرور عليه في كل يوم،بأن يراك جميلة!!
الدعاء هو العبادة،ونحن دائما في حاجة إلى ربنا وفقراء إليه في كل شيء..والحمد لله أن قد وفقنا لهذا العمل الجزيل الأجر..ونحن ندعو-طبعا-بكل شيء فيه مصلحتنا..ولكن،هل تذكرت يوما أن تدعي لزوجك؟..قد تقولين،عندما أتزوج سأفعل بإذن الله...لست أقصد هذا،بل أقصد أن تدعي له دون أن تعرفيه أصلا..
لا تتعجبي،أليس هو الآن موجودا على وجه البسيطة؟
إذن فابدئي بـ"تركيبه وإنشائه"حسب ما يحلو لك...أقول لك كيف..:
في كل وقت وحين تذكريه بالدعاء...ادعي له بالثبات والهداية وحسن الخلق((وهذا من مصلحتك طبعا))
ادعي له بتحسين حاله وبكل ما تريدين أن يكون عليه...ذلك أن القلوب بيد الرحمن يقلبها كيف يشاء،وأنت –بقدرتك السحرية بعد فضل الله عليك-تستطيعين أن تكونيه "على حسب ذوقك"!!
س-ألا تثقين برب العباد؟
ج-سبحان الله وكيف يكون ذلك؟بل أثق به ثقة عمياء وأفوض كل أمري إليه...
إذن..ابدئي من اليوم،بالدعاء لزوجك...وخصوصا فيما لك فيه فائدة..:غض البصر،حفظ النفس،الصبر،حسن الخلق...إلخ.
ولك بالمثل أيضا،،واحتسبي ذلك أيضا من حسن التبعل له!
س-عندما تنظفين بشرتك وتستعملين المطهرات والمواد التي تزيدها جمالا واشراقا ،ماذا تحتسبين؟
ج-نفس الشيء كالعادة،، إدخال السرور على نفسي،و التحدث بالنعمة..
أما عندك غير ذلك؟ لماذا لا تحتسبين ذلك أيضا من حسن التبعل لزوجك المستقبلي،بأن تجعلي من ذلك استعدادا لألا يرى منك إلا جميلا ولا يقع نظره على قبيح منك أبدا،وبذلك تكون كل نظرة في المرآة وكل قناع أو كريمه أو مرهم تستعملينه ينقلب إلى أجر وحسنات؟
أليس ذلك سهلا جدا بالنسبة لنا نحن الفتيات!!
س-لماذا لا تبنين لك ولزوجك بيتا ؟؟
...لا أسهل ولا أيسر منه،وأيّ بيت هو، بيت، في أعلى الجنة.. قال صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه" احتسبي،أيتها الغالية،ذلك البيت من برك بزوجك،بأن يكون لكما في الجنه..
س-كيف تتخيلين زوجك المستقبلي؟
ج-صوام قوام لا يفتر لسانه عن ذكر الله...
س-وأنت هل كنت كذلك؟
لا تنزعجي أبدا فإن ضعفت عن قيام الليل وصيام النهار، فلن تعجزي عن تحسين أخلاقك لتبلغي منزلته في الجنة-بإذن الله- أليس كذلك؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم"
بل احتسبي أيضا أن يحبك زوجك لحب الرسول صلى الله عليه وسلم لك من أجل حسن خلقك،فتنالين بذلك أجر حب الرسول وأجر حب زوجك...أليس هذا رااائعا؟؟
وقبل أن أنسى..هذه فكرتي الأخيرة...آمل ألا أكون قد أثقلت عليك أخيتي..يمر علينا كل يوم روتين ممل في العمل المنزلي..((بصراحة أنا أمل منه!!))
تنظيف وكنس وتسوية وغسيل ووو...عمل متعب والأكثر من ذلك أنه يتكرر كل يوم...أليس هذا مملا؟؟
-قد تقولين ليس لهذه الدرجة فأنا أحتسب أن أبر والديّ بذلك وأن أدخل السرور عليهما وعلى كل من في البيت وأيضا أن يكون البيت نظيفا..فالنظافة من الإيمان..
وهل تذكرت يوما أن تحتسبي التفقه في أعمال البيت والإستعداد لخدمة زوجك؟
هل عملت يوما على أن تحتسبي تنظيف البيت تعلما لكيفية إدخال السرور على زوجك عند رجوعه إلى بيتكما السعيد؟
بل،هل تعلمت سرعة الأداء والإتقان في نفس الوقت من أجل ألا يكون عملك في بيتك مستقبلا بطيئا،وكذلك من أجل أن تكوني في خدمة زوجك وبين يديه في أي وقت أراد؟
إننا وبهذه النيات نستطيع أن نكسر ذلك الروتين فكل يوم ننوي إتقان عمل من الأعمال،وبهذا ينقطع الملل بإذن الله ويكون العمل المنزلي مفعما بروح الجد والإتقان وبالهمة العالية في نفس الوقت!!
إننا بهذا ننافس ونتنافس للجنان،بأسهل وأيسر الطرق..بل لأمور تخصنا في دنيانا حتى،وبهذا نستطيع احتساب جل حياتنا وأن ننال الأجر من كل جانب..والحمد لله..((إن كيدنا عظيم))[اعتراف خطير!!!]
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات..وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين..