ابني 16 عامًا، ويميل إلى العزلة وعدم مشاركة الأسرة في الترفيه خارج المنزل، أو الزيارات والمجاملات الاجتماعية، فهل أضغط عليه، أم أتركه يفعل ما يحلو له ؟؟
********
يقول أحد الآباء: يبلغ ابني 16 عامًا، ويميل إلى العزلة وعدم مشاركة الأسرة في الترفيه خارج المنزل، أو الزيارات والمجاملات الاجتماعية، فهل أضغط عليه، أم أتركه يفعل ما يحلو له؟
أولا: يميل المراهق في بداية مرحلة المراهقة إلى الانطواء والعزلة، فيحب أن يخلو بنفسه في مكان خاص، ويحب أن يغلق الباب عليه، حتى لا يقطع عليه عزلته أحد، والسبب في ذلك تلك التغيرات التي تنتاب المراهق، والتي لا يعرف لها سببًا، كما أنه لا يعرف كيف يتكيف معها؟ وهل هي خير أم شر؟ وكيف يتعامل مع الناس في وجود تلك التغيرات التي تشمل حياته كلها؟ فهي تشمل عاداته وسلوكه، وما يحب وما يكره، بل تشمل الأصدقاء، فتتغير صداقات الطفولة وقد تستبدل بها صداقات جديدة، وقد لا تستبدل، ولأجل ذلك يسمي بعض العلماء مرحلة المراهقة بمرحلة العواصف والتغيرات، أما إذا لم يستطع الوالدان الخروج بالمراهق من عزلته، أو ساعداه عليها بسلوكهما غير التربوي معه؛ فإن ذلك من شأنه استمرار المراهق في عزلته، وحبه لها، وقد يكون ذلك ما حدث مع المراهق صاحب المشكلة.
ولا يصح أن يترك الوالدان المراهق منفيًّا في عزلته بإرادته، كما لا يصح أن يقتحم عليه عزلته أحد، كلما انفرد بنفسه، والصحيح أن يدخل عليه أحيانًا أحد الأبوين؛ بسبب يبدو وجيهًا أو معقولا، لكي يطلب رأيه في موضوع مهم أحيانًا، ولكي يسأله سؤالا معينًا أحيانًا، ولكي يشربا الشاي معًا، المهم ألا يتركاه مستمرًّا في عزلته.
ثانيًا: إن كان ممكنًا أن يجبر الوالدان المراهق على الخروج مع الأسرة للترفيه فلا بأس، ولكن الشرط الأساسي لذلك هو ألا يؤدي إجباره على الخروج إلى مشكلة أكبر من عدم الخروج ذاته.
ثالثًا: بشأن الزيارات: الصواب أن يكون للمراهق دور فيها، بإخباره أن الأقارب أو الأصدقاء الذين نجاملهم يحبونه شخصيًّا، ويسألون عنه كلما ذهبنا دونه، ويهتمون بوجوده، وإذا لم يذهب معنا لمجاملتهم، فقد يعني ذلك من وجهة نظرهم عدم اهتمامه بهم، أو كرهه لهم، وهذا لا يصح، كما نستطيع أن نقنع المراهق أنه رجل البيت بعد والده، فمن المفروض أن الرجال يهتمون بالمجاملات، حتى يلتقوا مع الرجال أمثالهم في هذه الزيارات.
رابعًا: مرحلة إنشاء الصداقة بين الوالدين والمراهق في بداية المراهقة ضرورية جدًّا لمنع المراهق من الاستمرار في عزلته، أو الشعور بالراحة نتيجة هذه العزلة، فليرصد الآباء أبناءهم الذين يقتربون من مرحلة البلوغ، ثم يلازمونهم قدر الإمكان في وحدتهم.
خامسًا: لكي تكون العلاقة بين المراهق وأهله طيبة، ينبغي أن تكون مجالسة الآباء لأبنائهم ممتعة ومفيدة، وخالية من أية منغصات من قبيل التهكم والسخرية أو اللوم والعتاب، أو التوجيه والنقد، أو المحاضرات المحفوظة، فإذا تجنب الآباء ذلك، ولزموا الحوار الجاد المفيد، أو الكلمة الخفيفة المضحكة، أو الألغاز المسلية، أو الجلسات الحلوة، فإن ذلك كله من شأنه زيادة حرص الأبناء على مجالسة الآباء.
بواسطة / المشرف العام للموقع
أ / أمير محمد
بواسطة / المشرف العام للموقع
أ / أمير محمد